أجّلت وماطلت وحاولت الهرب من غير إبداء السبب، وهو يحاصرني ويسدّ المهارب عليّ ويمسك بأدبه ولطفه وحسن مدخله، يمسك لساني عن التصريح بالرفض. ثم اتفقنا على أن أحدّث بها واحداً من إخواننا الأدباء وهو يكتبها بقلمه، واخترنا الأخ العالِم الأديب إبراهيم سرسيق، فسمع مني ونقل عني، وكتب حلقتين كانتا من براعة الاستهلال لهذا الكتاب. وما قصّر أحسن الله إليه، بل لقد تطوّل وأحسن وأجمل، ولكن لا يَحُكّ جسمَك مثلُ ظفرك، فكان من فضله عليّ أن أعاد بعض نشاطي إليّ، فبدأت أكتب.
ولولا زهير الذي اقترح، ولولا إبراهيم الذي نشّط وشجّع، لما كتبتُ؛ فلهما وللأستاذين هشام ومحمد، ولَدَي الأستاذ علي حافظ وابنَي أخ الأستاذ عثمان حافظ، رائد الصحافة في هذه البلد، لهم الشكر.
والشكر لولدي وصهري صاحب دار المنارة التي تقدّم الطبعة الأولى من هذه الذكريات، ولحفيدي الذي عمل على ترتيبها وتنسيقها وإعدادها للطبع. وإن كان صهري محمد نادر حتاحت وحفيدي مجاهد ديرانية مني، ليسا غريبين عني، فإن شكرتهما فحمداً لله أن رزقني مثلهما، وإلاّ فما يشكر امرؤٌ نفسَه.
والشكر للأستاذ محمد علي دولة، الذي آثر العمل في نشر الكتب على التعليم الذي كان من أهله وكان موفَّقاً فيه، لما يجد في النشر من نفع الناس ورجاء ثواب الله. فهو الذي وقف على