رَمَضَانَ, فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ, فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهَا, فَقَالَ: صَدَقَتْ, أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهَا, لأَتَيْتُهَا حَتَّى تُشَافِهَنِي مُشَافَهَةً.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِي, وَلاَ أَدْرِي مِمَّنِ الْخَطَأُ, فِي مَوْضِعِ وِتْرِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (محمد بن بشار) بُندار البصريّ، ثقة حافظ [10] 24/ 27.
2 - (يحيى بن سعيد) القطّان البصريّ الإمام الحجة الثبت [9] 4/ 4.
3 - (سعيد) بن أبي عروبة: مِهْرَان البصريّ، ثقة ثبت، يدلّس، واختلط بآخره [6] 34/ 38.
4 - (قتادة) بن دعامة السدوسيّ البصريّ، ثقة ثبت مدلس [4] 30/ 34.
5 - (زُرَارة) بن أوفَى العامريّ الْحَرَشيّ، أبو حاجب البصريّ، قاضيها، ثقة عابد [3] 27/ 917.
6 - (سعد بن هشام) بن عامر الأنصاريّ المدنيّ، ثقة [3] 67/ 1315.
7 - (عائشة) أم المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنها - 5/ 5 واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين إلى زُرارة، والباقيان مدنيّان. (ومنها): أن فيه ثلاثة من ثقات التابعين، يروي بعضهم عن بعض: قتادة، عن زُرارة، عن سعد. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ سَعْدِ) بسكون العين المهملة (بْنِ هِشَامٍ) الأنصاري المدني ابن عمّ أنس - رضي اللَّه عنه -، من أوساط التابعين، استُشهد بأرض الهند غازيًا ببلدة تسمّى مُكران -بضم الميم- (أَنَّهُ لَقِيَ ابنَ عَبَاسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (فَسَألَهُ عَنِ الْوَتْرِ؟) وفي الحديث قصّة ساقها مسلم في "صحيحه" من طريق محمد بن أبي عديّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، أن سعد ابن هشام بن عامر، أراد أن يغزو في سبيل اللَّه، فقدم المدينة، فاراد أن يبيع عَقَارًا له بها، فيجعله في السلاح، والكُرَاع، ويجاهد الروم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أُناسًا، من أهل المدينة، فنَهَوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطًا ستّةً، أرادوا ذلك في حياة نبيّ اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فنهاهم نبي اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - , وقال: "أليس لكم فيّ أسوةٌ؟ "، فلمّا حدّثوه بذلك،