قال الجامع -عفا اللَّه عنه-: هذا الحديث متفق عليه، وتقدم تمام البحث فيه في 1/ 1504 - فلا حاجة إلى إطالة الكتاب بإعادته، بل أذكر ما لم يُذكر هناك، فممن لم يتقدم هناك من رجال إسناده:

1 - (عيسى بن حماد) بن مسلم التُّجِيبي، أبو موسى المصري، الملقّب "زُغْبة"، ثقة [10] تقدم 135/ 211.

2 - (الليث) بن سعد تقدم في السند الماضي.

3 - (سعيد المقبري) بن أبي سعيد، أبو سَعْد المدني، ثقة تغير قبل موته بأربع سنين [3] تقدّم 95/ 117.

قوله: "وأجدبت البلاد"، "الجَدْبُ": هو الْمَحْلُ وزنا ومعنى، وهو انقطاع المطر، ويُبسُ الأرض، يقال: جَدُبَ البلدُ -بالضمّ- جُدُوبةَ، فهو جَدْبٌ، وجَدِيب، وأرضٌ جَدْبَةٌ، وجَدُوبٌ، وأجدَبَتْ إجدابًا، وجَدِبَت تَجْدَبُ، من باب تَعِبَ مثله، فهي مُجْدبة، والجمع مَجَاديبُ، وأجدب القومُ إجدابًا: أصابهم الجَدْب. قاله في "المصباح".

وقوله: "يسقينا" بفتح الياء، وضمها، يقال: سقانا اللَّه الغيث، وأسقانا، قال اللَّه تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21]، وقال: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجنّ: 16].

وقوله: "اسقنا" بوصل همزته، وقطعها.

وقوله: "حتى أُوسعنا مطرًا" بالبناء للمفعول، والضمير نائب فاعله، و"مطرًا" منصوب على التمييز، ويحتمل أن يكون بالبناء للفاعل، والفاعل ضمر يعود إلى اللَّه، أو إلى "رسول اللَّه"، أي أوسعنا بسبب دعائه مطرًا، أو إلى الدعاء.

وقوله: "وأُمطرنا" بالبناء للمفعول.

وقوله: "حوالينا" منصوب على الظرفية لفعل مقدر، أي أنزل الغيث حوالينا.

قال ابن منظور -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهو حَوْلَهُ، وحَوْلَيْه، وحَوَالَيْهِ، وحَوَالَهُ، ولا تقُل: حَوَاليهِ -بكسر اللام-. وقال في "التهذيب": والحَوْلُ اسم يَجمع الحَوَالَيْ، يقال: حَوَالَيِ الدارِ، كأنها في الأصل حَوَالَيْنِ، كقولك: ذو مال، وأولو مال. قال الأزهريّ: يقال: رأيت الناس حوَالَهُ، وحَوَالَيْهِ، وحَوْلَهُ، وحَوْلَيْهِ، فحَوَالَه وُحْدَانُ حَوَالَيْهِ، وأما حَوْلَيْهِ فهي تثنية حَوْلَهُ، وفي حديث الاستسقاء: "اللهمّ حوالينا, ولا علينا"، يريد: اللهمّ أنزل الغيث علينا في مواضع النبات، لا في مواضع الأبنية، من قولهم: رأيت الناس حَوَالَيْهِ, أي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015