رِدَاءَهُ, وَحَوَّلَ لِلنَّاسِ (?) ظَهْرَهُ, وَدَعَا, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ, فَقَرَأَ فَجَهَرَ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عمرو بن عثمان) أبو حفص الحمصي، صدوق [10] تقدم 21/ 535.
2 - (الوليد) بن مسلم، أبو العباس الدمشقي، ثقة، كثير التدليس والتسوية [8] تقدم 5/ 454
3 - (ابن أبي ذئب) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، ثقة فقيه فاضل [7] تقدم 41/ 685.
4 - (الزهري) محمد بن مسلم الإمام الحجة الثبت [4] تقدم 1/ 1. والباقيان تقدما 2/ 1505.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث أخرجه البخاريّ، وشرحه واضح، ومحل الاستدلال قوله: "وحوّل للناس ظهره"، ففيه استحباب استقبال القبلة للإمام حال الدعاء في الاستسقاء حتى يكون منقطعًا إلى اللَّه تعالى، كامل التوجه إليه، فلا يشغله مواجهة الناس عن إخلاص التضرّع.
وقوله: "ثم صلى ركعتين" استدلّ به من قال بتقديم الخطبة.
قال الإمام ابن المنذر -رحمه اللَّه تعالى-: اختلفوا في هذا الباب، فروينا عن ابن الزبير أنه خرج يستسقي بالناس، فخطب، ثم صلى بغير أذان، ولا إقامة، وفي الناس يومئذ البراء بن عازب، وزيد بن أرقم. قال: وروينا أن عمر بن عبد العزيز استسقى على المنبر، ثم نزل، فصلى. وروينا عن عبد اللَّه بن يزيد أنه صلى، ثم استسقى، قال أبو إسحاق الراوي لهذا الحديث: فمشيت يومئذ إلى جنب زيد بن أرقم. وقال مالك، والشافعي، ومحمد بن الحسن: يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقد روينا عن عمر بن الخطاب أنه خطب قبل الصلاة.
قال ابن المنذر -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يخطب قبل الصلاة انتهى (?).
وقال القرطبي -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "المفهم": وظاهر الحديث أن الخطبة مقدمة على الصلاة، لأنه جاء فيه بـ "ثم" التي للترتيب والمهلة، وبذلك قال مالك في أول قوليه، وهو قول كثير من الصحابة والتابعين، والجمهور على أن الصلاة مقدمة على الخطبة، وإليه رجع مالك، وهو قوله في "الموطإ"، وكان مستند هذا القول رواية من روى هذا الخبر بالواو