قلت: قد ثبت من رواية من رواه عنه قبل الاختلاط، فقد رواه عنه سفيان الثوريّ، وشعبة، وزائدة بن قدامة، فهؤلاء ممن روى عنه قبل الاختلاط، فرواية سفيان عند أحمد 2/ 198، ورواية شعبة تأتي للمصنف 20/ 1496 ورواية زائدة عند أحمد 2/ 188.
وتابع عطاءً أبو إسحاق السبيعيّ، عن السائب عند المصنف في "الكبرى" (?) عن محمد بن عبد الأعلى- وعند أحمد 2/ 223 عن يحيى بن آدم- كلاهما عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق به.
والحاصل أن الحديث صحيح. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له:
أخرجه هنا -14/ 1482 وفي "الكبرى"14/ 1867 - بالإسناد المذكور، وفي 19/ 1496 - و"الكبرى" 20/ 1883 - عن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهريّ، عن غُندر، عن شُعبة، عن عطاء به. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (د) 1194 (ت) في "الشمائل": 324 (أحمد) 2/ 159 و 2/ 631 و 2/ 188 و2/ 198 (ابن خزيمة) 901 و 1389 و1392 و1393. واللَّه تعالى أعلم
وفوائد الحديث تعلم مما ذكرناه في الأحاديث المتقدّمة، وبالله تعالى التوفيق.
[تنبيه]: هذا الحديث يدلّ على أن صلاة الكسوف تصلّى بركوع واحد في كل وكعة، وهو حجة لمن قال: إنها مثل صلاة الصبح، وهومخالف للأحاديث التي أخرجها الشيخان، وغيرهما من أنها بركوعين، فترجّح تلك الأحاديث عليه، ومن العلماء من رأى أن هذا من الاختلاف المباح، فجمع بأنه - صلى اللَّه عليه وسلم - فعل بهذا، وبهذا، وهذا غير صحيح، فإن في بعض طرق حديث ابن عمرو هذا أن ذلك وقع يوم مات إبراهيم ابن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، والأحاديث الصحيحة الكثيرة متفقة على أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - صلى صلاة الكسوف في ذلك اليوم بأربع ركوعات، وأربع سجدات، فلا يصحّ الجمع المذكور. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
1483 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ, قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ سَبَلاَنُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَامَ, فَصَلَّى لِلنَّاسِ, فَأَطَالَ الْقِيَامَ, ثُمَّ