الغريب: "صاحب السائبتين"، في "النهاية": سائبتان بدنتان، أهداهما النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى البيت، فأخذهما رجل من المشركين، فذهب بهما، وسمّاهما سائبتين, لأنه سيبهما للَّه تعالى انتهى.

قال الجامع -عفا اللَّه عنه-: لعل ذلك الوجل كان لابسًا علين سبتيتين، واللَّه تعالى أعلم.

و"السبتيتان" تثنية سبتِيَّة، بكسر المهملة، وسكون الموحدة، وهي النعل التي لا شعر عليها (أَخَا بَنِي الدَّعْدَعِ" هكذا في النسختين المطبوعتين بألف بعد الدال الثانية، وفي "الهنديّة": "بني الدعدع"، بإسقاط الألف، وهو الآتي في رواية شعبة المذكورة، ولم أجد من ضبط هذه الكلمة، ولا بيّن من هي هذه القبيلة؟. واللَّه تعالى أعلم.

(يُدْفَعُ) بالبناء للمفعول (بِعَصًا، ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ) تثنية شعبة، وهو بضم، فسكون: الطائفة من الشيء (فِي النَّار، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا، صَاحِبَ الْمِحْجَنِ) بكسر الميم، وسكون الحاء المهملة وِزَان مِقْوَد: خشبة في طرفها اعوجاج، مثل الصَّوْلجان، قال ابن دُريد: كل عُود معطوف الرأسِ، فهو مِحْجَنٌ، والجمع المحاجن. قاله في "المصباح".

(الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحاجَّ) أي أمتعة الحاجّ، فهو على حذف مضاف، و"أل" للجنس، وفي رواية شعبة: "سارق الحجيج" (بِمِحْجَنِهِ) بيّن في رواية مسلم كيفية سرقته، ولفظه: "وحتى رأيت فيها صاحب المِحجَن، يجرّ قُصْبه في النار، وكان يسرق الحاجّ بمحجنه، فإن فُطن له، قال: إنما تعلّق بمحجني، وإن غُفِلَ عنه ذَهَبَ به". وفي رواية شعبة الآتية 20/ 1496: "فإذا فُطن له قال: هذا من عمل المحجن".

وقال ابن منظور: وصاحب المحجن في الجاهلية: رجل كان معه محجن، وكان يقعد في جادّة الطريق، فيأخذ بمحجنه الشيءَ بعد الشيءِ من أثاث المارّة، فإن عُثِر عليه اعتلّ بأنه تعلّق بمحجنه انتهى (?) (مُتَّكِئًا عَلَى محِجَنِهِ فِي النَّارِ، يَقُولُ: أَنَا سَارِقُ الْمِحْجَنِ")

أي سارق المتاع بالمحجن، فهو من الإضافة إلى الآلة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته:

حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح.

فإن قلت: كيف يصحّ، وفي إسناده عطاء بن السائب، وهو مختلط؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015