فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, لَقَدْ أُدْنِيَتِ الْجَنَّةُ مِنِّي, حَتَّى لَوْ بَسَطْتُ يَدِي, لَتَعَاطَيْتُ مِنْ قُطُوفِهَا, وَلَقَدْ أُدْنِيَتِ النَّارُ مِنِّي, حَتَّى لَقَدْ جَعَلْتُ أَتَّقِيهَا, خَشْيَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ, حَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً, مِنْ حِمْيَرَ, تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا, فَلَمْ تَدَعْهَا, تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ, فَلاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا, وَلاَ هِيَ سَقَتْهَا, حَتَّى مَاتَتْ, فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَنْهَشُهَا, إِذَا أَقْبَلَتْ, وَإِذَا وَلَّتْ تَنْهَشُ أَلْيَتَهَا, وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ, أَخَا بَنِي الدَّعْدَاعِ, يُدْفَعُ بِعَصًا, ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ فِي النَّارِ, وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا, صَاحِبَ الْمِحْجَنِ, الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ, مُتَّكِئًا عَلَى مِحْجَنِهِ فِي النَّارِ, يَقُولُ: أَنَا سَارِقُ الْمِحْجَنِ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (هلال بن بِشْر) بن محبوب بن هلال بن ذَكْوان الْمُزَنيّ، أبو الحسن البصريّ الأحدب، إمام مسجد يونس بن عبيد، ثقة [10].
روى عن حماد بن زيد، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّيّ، وابن أبي عديّ، وغيرهم. وعنه البخاري في "جزء القراءة"، وأبو داود، والنسائيّ، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: مُتقن للحديث، قال ابن أبي عاصم: مات سنة (246)، وله في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث فقط، هذا، وفي "الحجّ" حديث رقم (02850)، وفي "الشفعة" حديث رقم (4706).
2 - (عبد العزيز بن عبد الصمد) العمّيّ، أبو عبد اللَّه البصريّ، ثقة حافظ، من كبار [9] 17/ 1551.
3 - (عطاء بن السائب)، أبو محمد، أو أبو السائب الثقفيّ الكوفي، صدوق اختلط [5] 152/ 243.
4 - (السائب) بن مالك، أو ابن يزيد الكوفي، والد عطاء، ثقة [2] 62/ 1305.
5 - (عبد اللَّه بن عمرو) - رضي اللَّه تعالى عنهما - المذكور في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعي عن تابعيّ. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي السَّائِبُ) بالرفع بدل من "أبي" (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو حَدَّثَهُ، قّالَ: اَنْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - إِلىَ الصَّلاَةِ، وَقَامَ الَّذِينَ مَعَهُ) أي قام الصحابة الذين كانوا معه في ذلك اليوم إلى الصلاة