ومنها: كون الشمس والقمر آيتين دالتين على عظيم قدرة اللَّه تعالى.
ومنها: أن تغيرهما بالانكساف ليس لموت أحد من العظماء، كما هو زعم الجاهلية، بل بتقدير اللَّه تعالى، وحكمته البابغة.
ومنها: أن اللَّه سبحانه وتعالى إنما يغير بعض مخلوقاته تخويفا لعباده، حتي يرتدعوا عن معاصيهم، ويتوبوا إليه، كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما أستطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".
* * *
1460 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ -هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ, عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ, قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَتَرَامَى بِأَسْهُمٍ لِي بِالْمَدِينَةِ, إِذِ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ, فَجَمَعْتُ أَسْهُمِي, وَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا أَحْدَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ, فَأَتَيْتُهُ مِمَّا يَلِى ظَهْرَهُ, وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ, فَجَعَلَ يُسَبِّحُ, وَيُكَبِّرُ, وَيَدْعُو, حَتَّى حُسِرَ عَنْهَا, قَالَ: ثُمَّ قَامَ, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ).
رجال الإسناد: ستة:
1 - (محمد بن عبد اللَّه بن المبارك) الْمُخَرِّميّ، أبو جعفر البغداديّ، ثقة حافظ [11] تقدم 43/ 50.
2 - (أبو هشام المغيرة بن سَلَمَة) البصري، ثقة ثبت، من صغار [9] تقدم 28/ 815.
3 - (وُهَيب) بن خالد، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت، تغير قليلًا بآخره [7] تقدم 21/
427.
4 - (أبو مسعود الْجُريريّ) سعيد بن إياس البصريّ، ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين
[5] تقدم 32/ 672.
5 - (حيّان بن عُمَير) القَيسيّ الجُريريّ، أبو العلاء البصريّ، ثقة [3].