أمره ما يشاء، وإنه قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة" (?).

وعن جابر - رضي الله عنه -، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة، فانطلقت، ثم رجعت، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلمت عليه، فلم يردّ علي، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، ثم سلمت، فلم يردّ علي، فوقع في قلبي أشدّ من المرة الأولى، ثم سلمت عليه، فقال: "إنما منعني أن أردّ عليك أني كنت أصلي"، وكان على راحلته متوجهًا إلى غير القبلة. رواه الشيخان.

وعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -، قال: "إن كنّا لنتكلم في الصلاة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام". رواه الشيخان (?). وليس في رواية البخاري "ونهينا عن الكلام"، وفي رواية الترمذي: "كنا نتكلم خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

وبحديث معاوية بن الحكم - رضي الله عنه -، "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس". رواه مسلم. -يعني الحديث المذكور في هذا الباب- وبحديث جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا "الكلام ينقض الصلاة، ولا ينقض الوضوء". وهو حديث ضعيف. وبحديث "من قاء في الصلاة، أو قَلَسَ فلينصرف، وليتوضأ، وليبن على صلاته ما لم يتكلم". وهو ضعيف أيضًا.

واحتَجَّ أصحابنا بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، أو العصر، فسلم، فقال له ذو اليدين: أقُصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله؟ فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحقّ ما يقول؟ " قالوا: نعم، فصلى ركعتين أخريين، ثم سجد سجدتين". رواه الشيخان من طرق كثيرة جدًا، وهكذا هو في مسلم، وفي مواضع من البخاري "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وفي رواية لمسلم "صلى لنا" (?).

وعن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر، فسلم في ثلاث، ثم دخل منزله، فقام إليه رجل، يقال له الخرباق، وكان في يده طول، فقال: يا رسول الله"، فذكر له صنيعه، وخرج غضبان يجرّ رداءه حتى انتهى إلى الناس، فقال: "أصدق هذا؟ " قالوا: نعم، فصلى ركعة، ثم سلم، ثم سجد سجدتين، ثم سلم". رواه مسلم (?).

قال أصحابنا: ومن الدليل لنا أيضا حديث معاوية بن الحكم، فإنه تكلم جاهلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015