وفي هذا الحديث استحباب مد الصوت بالقراءة، وقد تقدم أن الحكمة فيه هو الاستعانة على التدبر في معاني القرآن، والتفكر فيها، وتذكير من يتذكر. والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: استدل بعضهم بهذا الحديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" في الصلاة، ورام بذلك معارضة حديث أنس رضي الله أيضا المخرج في "صحيح مسلم" أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقرؤها في الصلاة. وفي الاستدلال لذلك بحديث الباب نظر؛ لأنه لا يلزم من وصفه بأنه كان إذا قرأ البسملة يمد فيها أن يكون قرأ البسملة في أول الفاتحة في كل ركعة، ولأنه إنما ورد بصورة المثال، فلا تتعين البسملة، والعلم عند الله تعالى. قاله في "الفتح". (?) والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أنس - رضي الله عنه - هذا أخرجه البخاري.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أحْرجه هنا -82/ 1014 - وفي "الكبرى" -29/ 1087 - بالسند المذكور.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
أخرجه (خ) في "فضائل القرآن" (د) في الصلاة) كلاهما عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عنه. (تم (?)) عن بندار، عن وهب بن جرير، عن أبيه به. (ق) في الصلاة عن محمَّد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير به. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".