مثل فَلْس وفلوس، والْعَريِش متله، وجمعه عُرُش بضمتين، مثل بَرِيد وبُرُد.
وعلى الثاني: "تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفلان كافر، بالعُرُش"، لأن بيوت مكة كانت عِيدَانًا، تُنصَبُ، ويظلل عليها.
وعلى الأول: "وكان ابن عمر يقطع التلبية إذا رأى عُرُوش مكة"، يعني البيوت، وعَرِيش الْكَرْمِ، ما يُعمَل مرتفعًا، يمتد عليه الكرم،
والجمع عَرائش، وعَرَّشْتُه بالتثقيل: عَمِلتُ له عَرِيشًا، والْعَرِيشةُ بالهاء: الهَوْدَجُ، والجمع عَرَائش. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: المناسب هنا من معنى العريش، هو السرير. والمعنى أن أم هانئ رضي الله عنها كانت تسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي على سريرها في بيتها، وهو يقرأ عند الكعبة بالليل، وهذا يدل على أنه كان يجهر في القراءة.
والظاهر أن ذلك كان في فتح مكة، ويحتمل أن يكون في حجة الوداع. والله تعالي أعلم.
وفيه دلالة على ما ترجم له المصنف، وهو استحباب رفع الصوت بقراءة القرآن، وهو محمول على النوافل، وأما الفرائض، فإنما يرفع صوته فيها في الفجر، وأوليي العشاءين، والجمعة، ونحوها. والله تعالى أعلم، وهو المستعان وعليه التكلان.