عنه (فقرأتها، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحسنت") حيث قرأت كما أقرأتك، وفيه استحباب قول: أحسنت للقارئ، إذا قرأ قراءة صحيحة (ثم قال للرجل: اقرأ، فقرأ) ذلك الرجل (فخالف قراءتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحسنت"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ إِنه) الضمير لشأن تفسره الجملة التي بعده، وهي خبر "إن"، أي إن الأمر والشأن (أنزل القرآن على سبعة أحرف) تقدم الكلام في اختلاف العلماء في معناه، وأن الراجح أنه أنزل على سبعة أوجه من القراءة، فلتراجع مسائل حديث عمر في اختلافه هشام بن حكيم رضي الله عنهما (كلهن شاف كاف) أي كل واحدة من تلك الأحرف السبعة "شاف" للمؤمنين من الأمراض الباطنة والظاهرة، كما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]، وقال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].

"كاف" عن بقية الأحرف، بمعنى أن من قرأ به لا يلزمه أن يقرأ بحرف آخر.

أو "شاف" لصدور المؤمنين في معرفة أحكام الدين، كما قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، "كاف" في

الحجة على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإبطال شُبَهِ المعاندين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015