وأخرجه الحميدي رقم 527 - وأحمد جـ 1 ص 220 و 343.

(المسألة الرابعة): في فوائده:

منها: بيان ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلقاه من معالجة الشدة عند نزول الوحي عليه، وذلك لثقل الوحي، كما قال الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5].

ومنها: أنه كان يحرك شفتيه، لئلا ينسى، وقيل: إنما كان يفعل ذلك من حبه له، وحلاوته في لسانه، فنهي عن ذلك حتى يجتمع، لأن

بعضه مرتبط لبعضه.

ومنها: أن فيه من مصطلح الحديث النوعَ المسمى بـ "المسلسل بتحريك الشفتين"، فقد تسلسل بتحريك النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس، كما تقدم في رواية أبي داود الطيالسي، أنه رآه يحرك شفتيه، ثم بتحريك ابن عباس رضي الله عنهما لسعيد، ثم بتحريك سعيد لموسى بن أبي عائشة، وهلم جرّا حتى وصل إلينا من أحد مشايخنا، وهو الشيخ إسماعيل عثمان زين اليمني رحمه الله تعالى.

وفائدة التسلسل اشتماله على زيادة الضبط، واتصال السماع، وعدم التدليس، لكن غالب المسلسلات لا يصح تسلسلها، كحديث الرحمة المسلسل بالأولية، فإنه انقطع اتصاله على سفيان بن عيينة، فمن رواه مسلسلًا إلى آخره، فقد وهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015