قال القاضي عياض -رحمه الله- رَدًّا على الخطابي: هذا التكلف لا حاجة إليه، فإن الذي ثبت في الرواية صحيح المعنى، كما أمر بقطع النخل لتسوية الأرض، أمر بالخرب، فرفعت رسومها، وسويت مواضعها لتصير جميع الأرض مبسوطة مستوية للمصلين، وكذلك فعل بالقبور.
وفي مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح "وأمر بالحرث، فحرث"، وهو الذي زعم ابن الأثير أنه روي بالحاء المهملة، والثاء المثلثة، يريد الموضع المحروث للزراعة. انتهى. "عمدة القاري" جـ 4 ص 178.
(وكانت فيه) أي في الحائط الذي بني في مكانه المسجدُ (نخل) اسم جمع، الواحدة نَخْلَة، وكل جمع بينه، وبين واحده الهاء. قال ابن السكيت: فأهل الحجاز يؤنثون أكثر، فيقولون: هي التمر، وهي البُرُّ، وهي النخل، وهي البقر. وأهل نجد، وتميم يذكرون، فيقولون: نخل كريم، وكريمة، وكرائم، وفي التنزيل "نخل منقعر"، و"نخل خاوية"، وأما النخيل بالياء، فمؤنثة. أفاده في "المصباح".
قال الجامع عفا الله عنه: ولكون الأكثر في النخل التأنيث، ألحق التاء بالفعل في المواضع الثلاثة. والله أعلم.
(فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنُبِشَتْ) أي كشفت، وأخرج ما فيها من العظام.