(فأرسل إِلى ملأ بني النجار) وفي نسخة "ملأ من بني النجار" بزيادة "من" (فجاءوا، فقال: يا بني النجار ثامنوني) أي قرروا معي ثمنه، وبيعونيه بالثمن. يقال: ثامنت الرجل في المبيع، أثَامِنُهُ: إذا قاولته في ثمنه، وساومته على بيعه، واشترائه. قاله في اللسان.
(بحائطكم هذا) مشيرًا إلى بستان هناك، والحائط: البستان من النخيل، إذا كان عليه حائط، وهو الجدار, وجمعه الحوائط. قاله في
اللسان. ومتعلق بثامنوني.
(قالوا: لا) وفي نسخة "ما" (نطلب ثمنه إِلا إِلى الله عز وجل) أي لا نطلب الثمن إلا من الله تعالى. وقال الكرماني ما حاصله: لا نطلب ثمن المصروف في سبيل الله، وأطلق الثمن على سبيل المشاكلة، ثم قال: فإن قلت: الطلب يستعمل بمن، فالقياس أن يقال: إلا من الله. قلت: معناه: لا نطلب الثمن من أحد، لكنه مصروف إلى الله تعالى.
قال البدر العيني -رحمه الله-: هذا كله تعسف مع تطويل بل معناه: لا نطلب الثمن إلا من الله تعالى، وكذا وقع عند الإسماعيلي: "لا نطلب ثمنه إلا من الله"، وقد جاء "إلى" في كلام العرب للابتداء، كقوله [من الطويل]:
تَقُولُ وَقَدْ عَالَيْتُ بِالْكُورِ فَوْقَهَا ... أيُسْقَى فَلا يَرْوَى إِلَيَّ ابْنُ أَحْمَرَا
أي تقول الناقة بلسان الحال ذلك، والكور: الرحل، والسقي