قال الحافظ: هي ذو الحجة، والمحرم، وصفر، لكن مضى من ذي الحجة عشرة أيام، ودخل المدينة بعد أن استهل ربيع الأول، فمهما كان الواقع أن اليوم الذي دخل فيه من الشهر يعرف منه القدر على التحرير، فقد يكون ثلاثة سواء، وقد ينقص، وقد يزيد؛ لأن أقل ما قيل: إنه دخل في اليوم الأول منه، وأكثر ما قيل: إنه دخل الثاني عشر منه. انتهى "فتح" جـ 7 ص 291.
تنبيه:
قد ذكر الحافظ أبو الفضل زين الدين العراقي رحمه الله تعالى في ألفيته في السيرة وُصُولَه - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء، ثم إلى المدينة، فأجاد في ذلك وأفاد، حيث قال:
حَتَّى إِذَا أتَى إِلَى قُبَاءِ ... نَزَلَهَا بِالسَّعْدِ وَالهَنَاءِ
فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِثِنْتَي عشْرَه ... مِنْ شَهْرِ مَوْلِدٍ فَنِعْمَ الهِجْرهُ
أقَامَ أرْبَعًا لَدَيْهِمْ وَطَلَعْ ... فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ فَصَلَّى وَجَمَعْ
فِي مَسْجِدِ الْجُمْعَةِ وَهْوَ أوَّلُ ... مَا جَمَّع النَّبِيُّ فِيمَا نَقَلُوا
وَقِيلَ بَلْ أقَامَ أرْبَعْ عَشْرَه ... فِيهمْ وَهُمْ يَنْتَحِلُوْنَ ذِكْرَهْ
وَهْوَ الَّذِي أخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ ... لَكِنَّ مَا مَرَّ مِنَ الإِتْيَانِ
لِمَسْجِدِ الجُمْعَةِ يَوْمَ جُمْعَةِ ... لا يَسْتَقِيمُ مَعَ هَذِي المُدَّةِ
إلا عَلَى قَوْلٍ بِكَونِ الْقَدْمَةِ ... إِلى قُبَا كانَتْ بِيَومِ الجُمْعَةِ