وقيل: إن المثلية هي أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء، لا من غيره، مع قطع النظر عن غير ذلك، مع أن التفاوت حاصل قطعًا

بالنسبة إلى ضيق الدنيا، وسعة الجنة.

قال الجامع: هذا القول قريب مما قبله.

وقال في المفهم: هذا البيت -والله أعلم- مثل بيت خديجة الذي قال فيه: "إنه من قصب" يرد أنه من قصب الزمرد والياقوت. أفاده في النيل جـ 2 ص 257 - 258.

قال الجامع عفا الله عنه: أقرب الاحتمالات عندي الأول مما قاله النووي -رحمه الله-، فهو بيت مثله تسمية؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وأما وصفه فلا يعلمه إلا الله تعالى. والله أعلم.

(في الجنة) متعلق ببنى، أو صفة لبيتًا، وفيه إشارة إلى أن فاعل ذلك يدخل الجنة، إذ المقصود بالبناء له أن يسكنه، وهو لا يسكنه إلا بعد الدخول. قاله في "الفتح". والله أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلقان بهذا الحديث

الأولى: في درجته:

حديث عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه - هذا في سنده بقية، مدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه، لكنه صحيح بشواهده، فقد أخرج الشيخان وغيرهما حديث عثمان رضي الله تعالى عنه وغيره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015