لطائف هذا الإسناد
منها: أنه من خماسياته، وأن رجاله موثوقون، وأنهم كوفيون إلا بريدًا فبصري، وفيه رواية تابعي، عن تابعي، ورواية الابن عن أبيه. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن بريد بن أبي مريم) السَّلُولي البصري (عن أبيه) أبي مريم مالك بن ربيعة الصحابي رضي الله عنه، أنه قال (قال: كنا مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأسرينا ليلة) لغة في سَرَينا، يقال: سَرَيْت الليلَ، وسَرَيْتُ له سَرْيًا، والاسم السّراية: إذا قطعته بالسَّيْر، وأسْرَيْتُ بالألف لغة حجازية، ويستعملان متعديين بالباء إلى مفعول، فيقال: سريت بزيد، وأسريت به. قاله الفيومي.
قال الجامع: وما هنا من اللازم.
(فلما كان) اسم "كان" ضمير يعود إلى الليلة بتأويلها بالليل، أي فلما كان الليل (في وجه الصبح) الوَجْهُ، كما قال الفيومي: مستقبل كل شيء. والمراد به هنا قرب وقته، أي قريبًا من وقت الصبح (نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) عن مركوبه (فنام، ونام الناس)، الذين معه (فلم نستيقظ إلا بالشمس) أي إلا بسبب حرها (قد طلعت علينا) جملة في محل نصب على الحال من الشمس (فأمر رسول الله