عُدَّهَا عليّ، فعَدَّها كلها، فإذا هي أحاديث يزيد بن زريع ما خلا واحدا له أعرفه. قال ابن عدي: وأبو داود الطيالسي كان في أيامه أحفظ مَنْ في البصرة مقدما على أقرانه لحفظه ومعرفته، وما أدري لأي معنى قاله فيه ابن المنهال ما قال: وهو كما قال عمرو بن علي: ثقة، وإذا جاوزت في أصحاب شعبة معاذَ بن معاذ، وخالدَ بن الحارث، ويحيى القطانَ، وغندار فأبو داود خامسهم، وله أحاديث يرفعها, وليس بعجب من يُحَدِّث الناس بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئ في أحاديث منها، يرفع أحاديث يوقفها غيره، ويوصل أحاديث يرسلها غيره، وإنما أتي ذلك من حفظه، وما أبو داود عندي وعند غيري إلا متيقظا ثبتا، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، وربما غَلِطَ.
حكى أبو نعيم عن عامر بن إبراهيم الأصفهاني قال: سمعت أبا داود قال: كتبت عن ألف شيخ، وقال سليمان بن حرب: كان شعبة إذا قام أملى عليهم أبو داود ما مر لشعبة، وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سألت أحمد بن حنبل عمن كَتَبَ حديثَ شعبة؟ قال: كنا نقول وأبو داود حي: يُكتَبُ عن أبي داود، ثم عن وهب، أما أبو داود فللسماع، وأما وهب فللإتقان. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن أبي حاتم: قيل: إن أبا داود كان محله أن يذاكر شعبة، قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: أبو داود محدث صدوق كان كثير الخطأ، وهو أحفظ من أبي أحمد (?). وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. وذكر يونس بن حبيب الزبيري أن أبا داود ذاكرهم بحضرة شعبة، فقال له شعبة: يا أبا داود لا نجيء بأحسن مما جئت به، وذكر البخاري لأبي داود حديثا وصله، وقال: إرساله أثبت. وقال الخطيب: