رَوَى عن شريك القاضي، وابن أبي الزناد، وبقية، وغرهم. وعنه أحمد بن حنبل، والصغاني، والدوري، وعدة. قَالَ أحمد: صالح الْحَدِيث. وَقَالَ مرة: ثقة، لا بأس به. وَقَالَ أبو حاتم: شيخ. وَقَالَ الدارقطنيّ. ثقة. وَقَالَ ابن سعد: كَانَ اختلط فِي آخر عمره، فحجبه أهله فِي منزله، حَتَّى مات. قَالَ أبو عوانة الإسفرائيني: حدثنا معاوية بن صالح الأشعري، حدثني إبراهيم بن أبي العبّاس، بغدادي ثقة. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات".
قَالَ الذهبيّ: السامري -بفتح الميم، وتخفيف الراء- قاله ابن ماكولا، وكتب فِي حاشية "التهذيب": أنهما نسبة إلى محلة ببغداد، يقال لها: السَّامَرية، وهي فِي أصل المزي بكسر الميم بضبط القلم. تفرد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.
و"شريك": هو ابن عبد الله النخعيّ القاضي.
و"عبّاس بن ذَرِيح" -بفتح المعجمة، وكسر الراء، آخره حاء مهملة- الكلبيّ الكوفيّ، ثقة [6].
رَوَى عن الشعبي، وعبد الله البهي، وكُميل بن زياد، وشُريح القاضي، وشريح بن هانىء، ومحمد بن سعد، وأبي عون محمد بن عبد الله الثقفيّ، ومسلم بن نُذير، وغيرهم. وعنه زكريا بن أبي زائدة، وأبو شيبة الواسطي، ومسعر، وقيس بن الربيع، وشريك القاضي، وغيرهم. قَالَ أحمد صالح، وَقَالَ ابن معين: ثقة. وَقَالَ النسائيّ: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ الدارقطنيّ: ثقة. رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والمصنف، وأبو داود، وابن ماجه، وله فِي هَذَا الكتاب هَذَا الأثر فقط.
والحديث موقوف صحيح، تفرد به المصنّف هنا -48/ 5688 - وفي "الكبرى" 49/ 5196، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله: (قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ كَانَ يُدَلِّسُ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِ ذِكْرُ السَّمَاعِ مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، وَرِوَايَةُ أَبِي عَوْنٍ أَشْبَهُ بِمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) أشار به إلى ترجيح رواية أبي عون عن عبد الله بن شدّد هذه عليّ رواية هشيم، عن عبد الله بن شداد السابقة، وذكر لترجيحه سببين: أحدهما: كون هشيم مدلسًا، وَقَدْ رواه بالعنعنة. والثاني: موافقة رواية أبي عون لما رواه الثقات عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما منْ كون مذهبه تحريم كل ما أسكر قليله وكثيره.
[فإن قيل]: فِي رواية أبي عون أيضًا علة، وهو شريك القاضي، فإنه متكلم فيه.