قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "ذكرُ ما كَانَ الخ" منْ إضافة المصدر إلى مفعوله، و"ما" موصولة، و"يُنبذ" بالبناء للمفعول: أي هَذَا باب ذكر الأحاديث التي تدلّ عَلَى بيان الوعاء الذي كانوا ينبذون فيه لأجل أن يشربه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والله تعالى أعلم بالصواب.
5616 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يُنْبَذُ لَهُ فِي تَوْرٍ، مِنْ حِجَارَةٍ).
رجال هَذَا الإسناد: أربعة:
1 - (أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تَدْرُسَ المكيّ، صدوقٌ، يُدلّس [4] 31/ 35.
2 - (جابر) بن عبد الله بن عمرو بن حرام السَّلَميّ الأنصاريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما 31/ 35، وقتيبة بن سعيد، وأبو عوانة الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ تُرجِما قبل بابين. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ رباعيّات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (272) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه جابرًا -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، رَوَى (1540) حديثاً.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جَابِر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يُنْبَذُ لَهُ) بالبناء للمفعول (فِي تَوْرٍ) بفتح المثناة الفوقيّة- قَالَ فِي "اللسان": التور منْ الأواني مذكّر، قيل: هو عربيّ، وقيل: دخيل، قَالَ الأزهريّ: التور إناء معروف، تذكّره العرب، تشرب فيه. وَقَالَ أيضًا: هو إناء منْ صُفْر، أو حجارة، كالإجّانة، وَقَدْ يُتوضّأ منه. انتهى باختصار. وقوله: (مِنْ حِجَارَةٍ) بيان لنوعه، وفي رواية لمسلم: "تورٌ منْ برم"، وهو بمعناه. قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: هو قدح كبير كالقِدْر، يُتّخذ تارةً منْ الحجارة، وتارة منْ النحاس وغيره. انتهى "شرح مسلم" 13/ 166. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.