فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

5293 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قِرَاءَةً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، يَوْمًا وَاحِدًا، فَصَنَعُوهُ، فَلَبِسُوهُ، فَطَرَحَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وَطَرَحَ النَّاسُ).

رجال هَذَا الإسناد: أربعة:

1 - (محمد بن سليمان) بن حبيب الأسديّ، أبو جعفر العلّاف الكوفيّ، ثم الْمِصّيصيّ، لقبه لُوين -مصغّرًا- ثقة [10] 171/ 1140.

2 - (إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ، أبو إسحاق المدنيّ، نزيل بغداد، ثقة حجة [8] 196/ 314.

3 - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهريّ الإمام الحجة الثبت [4] 1/ 1.

4 - (أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه 6/ 6. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى، كسابقه، وهو (251) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو، وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، كما سبق آنفاً. (ومنها): أن فيه أنساً رضي الله تعالى عنه منْ المكثرين السبعة، رَوَى (2286) حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَنَسٍ) بن مالك رضي الله تعالى عنه (أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ) أي فضة (يوما واحِدا، فصنعُوهُ) أي صنع النَّاس خواتيم مثله (فَلَبِسُوهُ) اقتداء به -صلى الله عليه وسلم- (فَطَرَحَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-) ذلك الخاتم (وَطَرَحَ النَّاسُ) خواتيمهم.

قَالَ فِي "الفتح" 10/ 332 - 333: هكذا رَوَى الْحَدِيث الزهريّ، عن أنس، واتفق الشيخان عَلَى تخريجه منْ طريقه، ونُسب فيه إلى الغلط؛ لأن المعروف أن الخاتم الذي طرحه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بسبب اتخاذ النَّاس مثله، إنما هو خاتم الذهب، كما صرح به فِي حديث ابن عمر، قَالَ النوويّ، تبعا لعياض: قَالَ جميع أهل الْحَدِيث: هَذَا وَهَمٌ منْ ابن شهاب؛ لأن المطروح ما كَانَ إلا خاتم الذهب، ومنهم منْ تأوله كما سيأتي.

قَالَ الحافظ: وحاصل الأجوبة ثلاثة:

[أحدها]: قاله الإسماعيلي، فإنه قَالَ -بعد أن ساقه-: إن كَانَ هَذَا الخبر محفوظا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015