رضي الله تعالى عنهما 31/ 35. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها). أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه منْ أفراده. (ومنها): أن فيه جابرًا رضي الله تعالى عنه منْ المكثرين السبعة، روى (1540) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جَابِرٍ) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً) اسم فاعل، منْ أسنّت: إذا طلع سنّها، وذلك بعد سنتين، لا منْ أسنّ الرجل: إذا كبر، وتقدم تمام البحث فيه قريبًا (إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ) بضم السين المهلمة، وكسرها، يقال: عسُر الأمر عَسَارة بالفتح، فهو عَسير، وعَسِر عَسَرًا، منْ باب تَعِبَ، فهو عَسِرٌ: إذا كَانَ صعبًا شديدًا (عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً) بفتحتين، قيل: هي منْ الضأن ما تمّ له سنة. وقيل: دون ذلك، وتقدّم بأتمّ منْ هَذَا فِي أول الباب (مِنَ الضَّأْنِ") قَالَ الفيّوميّ: الضأن ذوات الصوف، منْ الغنم، الواحدة ضائنة، والذكر ضائنٌ. قَالَ ابن الأنباريّ: الضأن مؤنّثةٌ، والجمع أضْؤُنٌ، مثلُ فلس وأفلُس، وجمع الكثرة ضَئِين، مثلُ كَرِيم. انتهى.
وَقَالَ النوويّ فِي "شرح مسلم" ج: 13 ص: 119 - 120 فِي شرح هَذَا الْحَدِيث: قَالَ العلماء: المسنة هى الثنية منْ كل شيء، منْ الإبل، والبقر، والغنم، فما فوقها، وهذا تصريح بأنه لا يجوز الجذع منْ غير الضأن، فِي حال منْ الأحوال، وهذا مجمع عليه، عَلَى ما نقله القاضي عياض، ونقل العبدري وغيره، منْ أصحابنا عن الأوزاعي، أنه قَالَ: يُجزي الجذع منْ الإبل والبقر والمعز والضأن، وحكى هَذَا عن عطاء، وأما الجذع منْ الضأن، فمذهبنا ومذهب العلماء كافة، يجزى، سواء وجد غيره أم لا، وحكوا عن ابن عمر، والزهري، أنهما قالا: لا يجزي، وَقَدْ يحتج لهما بظاهر هَذَا الْحَدِيث، قَالَ الجمهور: هَذَا الْحَدِيث محمول عَلَى الاستحباب والأفضل، وتقديره: يستحب لكم أن لا تذبحوا إلا مسنة، فإن عجزتم، فجذعة ضأن، وليس فيه تصريح بمنع جذعة الضأن، وأنها لا تجزىء بحال، وَقَدْ أجمعت، الأمة أنه ليس عَلَى ظاهره؛ لأن الجمهور يجوزون الجذع منْ الضأن، مع وجود غيره وعدمه، وابن عمر والزهرى يمنعانه، مع وجود غيره وعدمه، فتعين تأويل الْحَدِيث عَلَى ما ذكرنا منْ الاستحباب. والله أعلم.
وأجمع العلماء عَلَى أنه لا تجزي الضحية بغير الإبل، والبقر، والغنم، إلا ما حكاه ابن