[10] 23/ 808. و"معاذ بن هشام": هو الدستوائيّ البصريّ، وَقَدْ سكن اليمن، صدوقٌ، ربّما وهِم [9] 30/ 34. و"أبوه": هو هشام بن أبي عبد الله/ سَنْبَر الدستوائيّ، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت، رمي بالقدر، منْ كبار [8] 30/ 34.
وقوله: "فَقَالَ أبو عبيدة: لا تأكلوه، ثم قَالَ: جيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخ.
معناه: أن أبا عبيدة رضي الله عنه، قَالَ أوّلا باجتهاده: إن هَذَا ميتة، والميتة حرام، فلا يحل لكم أكلها، ثم تغير اجتهاده، فَقَالَ: بل هو حلال لكم، وإن كَانَ ميتة؛ لأنكم فِي سبيل الله، وَقَدْ اضطررتم، وَقَدْ أباح الله تعالى الميتة، لمن كَانَ مضطرّا، غير باغ ولا عاد، فكلوا، فأكلوا منه، وأما طلب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منْ لحمه، وأكله ذلك، فإنما أراد به المبالغة، فِي تطيب نفوسهم فِي حله، وأنه لا شك فِي إباحته، وأنه يرتضيه لنفسه، أو أنه قصد التبرك به؛ لكونه طعمة منْ الله تعالى، خارقة للعادة، أكرمهم الله بها.
والحديث متّفقٌ عليه، وَقَدْ سبق تمام البحث فيه فِي الْحَدِيث الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".
...
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الضّفْدِع" -بكسرتين: الذكر، و"الضّفدِعة" الأنثى، ومنهم منْ يفتح الدال، وأنكره الخليل، وجماعةٌ، وقالوا: الكلام فيها كسر الدال، والجمع الضفادع، وربّما قالوا: الضفادي عَلَى البدل، كما قالوا: الأراني فِي الأرانب عَلَى البدل. انتهى.
وَقَالَ فِي "القاموس": "الضِّفْدِع" كزِبْرِجٍ، وجعفَر، وجُنْدَبٍ، ودِرْهَمٍ، وهذا أقلّ، أو مر دود: دابّة نهريّةٌ، ولحمها مطبوخًا بزيت وملح، تِرْياقٌ للَّهوامّ، وبَرّيّةٌ، وشحمها عجيبٌ لقَلْع الأسنان، الواحدة بهاء، جمعه ضَفَادع، وضَفَادي. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.
4357 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ طَبِيبًا ذَكَرَ ضِفْدَعًا فِي دَوَاءٍ، عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَتْلِهِ).
رجال هَذَا الإسناد: ستة:
1 - (قتيبة) بن سعيد البغلاني، ثقة ثبت [10] 1/ 1.