أو نساءً. انتهى.

وفي رواية أبي داود: "وأنْ تَتْرُكُوهُ حَتَّى يَكُون بَكْرًا، أو ابْن مَخَاض، أو ابْن لَبُون" (خَيْرٌ) خبر لمبتدإ محذوف: أي فهو خير، والجملة جواب "إذا" (مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ) أي حين يولد، كما كَانَ عادتهم (فَيَلْصَقَ) بفتح أوّله، وثالثه، يقال: لَصِقَ الشيءُ بغيره، منْ باب تَعِبَ لَصَقًا، ولُصُوقًا: مثلُ لَزِق وزنا ومعنًى، ويتعدّى بالهمزة، فيقال: ألصقته (لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ) بفتحتين: أي بصوفه؛ لكونه غير سمين (فَتُكْفِىءَ) بضم أوله مضارع أكفأ الشيءَ: إذا قلبه، وفي رواية: "فَتَكْفَأ" بفتح أوله، وثالثه، يقال: كفأ الشيء، كمنع ثلاثيّا: إذا قلبه أيضًا (إِنَاءَكَ) بالنصب مفعول "تُكفىء" (وَتُوَلِّهَ) بضم أوّله، وتشديد اللام، مضارع وَلَّهَ، أو بضمَ أوله، وتسكين ثانيه مضارع أَوْلَهَ، يقال: وَلَّهَهَا تَوْليهًا: إذا فرّق بينها وبين ولدها، فتولّهتْ، وولّها الحزنُ، وأولهها بالتشديد، والهمزة. قاله الفيَوميّ. والمعنى هنا: أي تَجعل (نَاقَتَكَ) والهةً بذبح ولدها. قاله فِي "النهاية" (?) (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْعَتِيرَةُ؟) أي ما حكمها؟ (قَالَ) صلّى الله تعالى عليه وسلم (الْعَتِيرَةُ حَقٌّ) أي ليست بباطل.

وفي شرح النوويّ عَلَى "صحيح مسلم": قَالَ أبُو عُبَيْد فِي تفسِير هَذَا الْحَدِيث: قَالَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: "الْفَرَع حَق"، ولكِنَّهُمْ كانُوا يَذْبحُونهُ حِين يُولَد، ولا شِبَع فِيهِ، ولِهَذَا قَالَ: "يَذْبحهُ، فَيَلْزَق لَحْمه بِوبرِهِ"، وفِيهِ: أنَّ ذهاب ولدها يدْفع لبنها، ولِهذَا قَالَ: "خَيْر منْ أنْ تَكْفأ"، يعني إِذَا فَعَلْت ذَلِكَ، فكأنَّك كَفَأت إِنَاءَك، وأرَقْته، وأَشَار بِهِ إِلَى ذَهَاب اللَّبَنِ، وفِيهِ: أنه يَفْجَعُهَا (?) بِوَلدِهَا، ولِهَذَا قَالَ: "وتُولِّهِ نَاقَتك"، فَأشَارَ بِتَرْكِهِ حَتَّى يَكُون ابْن مَخَاض، وهُو ابْن سَنَة، ثُمَّ يَذْهَب، وَقَدْ طَابَ لَحْمه، واسْتَمْتَع بِلبنِ أُمّه، ولا يشُقّ عَليْها مُفارقَته، لِأنَّهُ اسْتَغْنى عَنْهَا. انتهى.

(قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) النسائيّ رحمه الله تعالى (أبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ) الذي روى عن داود بن قيس فِي هَذَا السند، فقوله: "أبو عليّ" مبتدأ، و"الحنفيّ" صفته، وخبره جملة قوله (هُمْ: أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ) ولابدّ منْ التقدير، إذ لا يستقيم الإخبار إلا به، فالتقدير: "أبو عليّ الحَنفيّ، وإخوته: هم أربعة إخوة".

[تنبيه]: وقع فِي بعض النسخ، هنا و"الكبرى" "الخيفي" بالخاء المعجمة، والياء التحتانيّة، وهو تصحيف، والصواب الحَنفيّ بالمهملة، والنون، كما نبّهت عليه فيما سبق.

(أَحَدُهُمْ أَبُو بَكْرٍ) عبد الكبير بن عبد المجيد بن عُبيد الله البصريّ، ثقة [9] 56/

طور بواسطة نورين ميديا © 2015