ابن عبد، فلم يرو عنه غير أيوب بن موسى، ولم يوثّقه غير ابن حبّان (?).
وأيضًا أنه صلّى الله تعالى عليه وسلم أمر بأن يُماط عنه الأذى، والدم منْ الأذى، فكيف يأمر بالتدمية.
والحاصل أنه لا يُشرع التدمية أصلاً. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4223 - (أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: سَلِ الْحَسَنَ، مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَهُ فِي الْعَقِيقَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ سَمُرَةَ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا، غير:
1 - (قُريش بن أنس) الأنصاريّ، ويقال: الأمويّ مولاهم، أبو أنس البصريّ، صدوق تغيّر بآخره، قدر ستّ سنين [9].
قَالَ ابن المدينيّ: كَانَ ثقة. وَقَالَ أبو حاتم: لا بأس به، إلا أنه تغيّر. وَقَالَ النسائيّ: ثقة. وَقَالَ أبو داود: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد يقول: إنه تغيّر. وكذا ذكر البخاريّ عن إسحاق الشهيديّ، وزاد: إنه اختلط ست سنين فِي البيت، ومات سنة (209). وَقَالَ أبو داود، عن محمد بن عمر المُقَدَّميّ: مات فِي رمضان سنة (208) قبل سعيد بن عامر بثمانية أيام. قَالَ الحافظ: سماع المتأخّرين عنه بعد اختلاطه، مثل ابن أبي الْعَوّام، ويزيد بن سنان البصريّ، وبكّار القاضي، وأبي قلابة، والكديميّ. وَقَالَ ابن حبّان: اختلط، فظهر فِي حديثه مناكير، فلم يجز الاحتجاج بأفراده. وَقَالَ أبو حاتم الرازيّ يقال: إنه تغيّر عقله، وكان سنة (203) صحيح العقل، ومات سنة (208).
وَقَالَ الحافظ فِي "الفتح": قُريش بن أنس، بصرِيّ ثِقة، يُكنَّى أبا أَنَس، كَانَ قد تَغَيَّرَ سنة ثلاث ومِائتينِ، واسْتَمرَّ عَلَى ذَلِكَ سِتّ سِنِينَ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قبل ذَلِكَ فَسَمَاعه صحِيح.
قَالَ: وَقَدْ توقَّف البرزنجِيّ فِي صِحَّة هَذَا الحدِيث، منْ أجْل اخْتِلاط قُرَيْش، وَزَعَمَ أنَّهُ تفرَّد بِهِ، وأنَّهُ وَهِمَ، وكَأنَّهُ تَبعَ فِي ذَلِكَ ما حَكَاهُ الأثْرَم، عن أحمد، أَنَّهُ ضَعَّفَ حدِيث قُرَيْش هَذَا، وَقَالَ: ما أَرَاهُ بِشَيْءٍ.