المراماة بالسهام. قاله القرطبيّ (وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشْرَتِهِ) هكذا وقع فِي النسخ المطبوعة، بإضافة "جشرة" إلى ضمير الغالب، وَقَالَ السنديّ فِي "شرحه": أي فِي إخراج الدوابّ إلى المرعى. ووقع فِي النسخة الهنديّة: "جشرة" بغير إضافة، ولفظ مسلم: "فِي جشره" بإضافة "جشر" إلى ضمير الغائب. قَالَ النوويّ فِي "شرحه": هو بفتح الجيم والشين: وهي الدّوابّ التي ترعى، وتبيت مكانها. انتهى.

وَقَالَ فِي "اللسان": وجشرُوا الخيلَ، وجَشَّرُوها: أرسلوها فِي الجشر، والْجَشْرُ: أن يخرجوا بخيلهم، فيرعوها أمام بيوتهم، وأصبحوا جَشْرًا أي بالسكون -وجشرًا أي بفتحتين-: إذا كانوا يبيتون مكانهم، لا يرجعون إلى أهليهم. وَقَالَ أيضًا وجَشَرنا دوابّنا: أخرجناها إلى المرعى نَجشُرُها جشرًا بالإسكان. قَالَ: وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه، أنه قَالَ: "لا يغُرّنّكم جَشَرُكم منْ صلاتكم، فإنما يقصُر الصلاة منْ كَانَ شاخصًا، أو يحضره عدوّ. قَالَ أبو عبيد: الجشر القوم يخرجون بدوابّهم إلى المرعى، ويبيتون مكانهم، ولا يأوون إلى البيوت، وربّما رأوه سفرًا، فقصروا الصلاة، فنهاهم عن ذلك؛ لأن المقام فِي المرعَى، وإن طال فليس بسفر. انتهى المقصود منْ "اللسان" باختصار، وتصرّف.

وَقَالَ فِي "القاموس": "الْجَشْرُ" أي بالسكون-: إخراج الدوابّ للرعي، كالتجشير. قَالَ: وبالتحريك: المال الذي يرعى فِي مكانه، لا يرجع إلى أهله بالليل، والقوم يبيتون مع الإبل. انتهى باختصار.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أفاد ما ذُكر أن الجشر إذا كَانَ مصدرًا بمعنى إخراج الدوابّ للرعي يُضبط بسكون الشين، وأما الجشر بالتحريك، فهي الإبل التي ترعى فِي مكانها، والمعنيان مناسبان هنا , ولعل التاء فِي "الجشرة" فِي رواية المصنّف للمرّة. والله تعالى أعلم.

(إِذْ نَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "الصَّلاَةَ جَامِعَةً") قَالَ النوويّ: هو بنصب "الصلاة" عَلَى الإغراء، و"جامعةً" عَلَى الحال.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هذه الجملة تحتمل أربعة أوجه: رفع الجزءين عَلَى الابتداء والخبر، ونصبهما عَلَى ما قاله النوويّ، ورفع الأول، ونصب الثاني، عَلَى أن الأول مبتدأ، حُذِف خبره، أي الصلاة محضورةٌ، والثاني منصوب عَلَى الحال، ونصب الأول علي الإغراء، ورفع الثاني علي تقدير مبتدإ، أي هي جامعةٌ. والله تعالى أعلم.

وَقَالَ القرطبيّ: "الصلاة جامعة" خبر بمعنى الأمر، كأنه قَالَ: اجتمعوا للصلاة، وكأنه كَانَ وقت صلاة، فلما جاؤوا صلّوا معه، وسكت الراوي عن ذلك، وإلا فمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015