المذكورة: "ويجعل ما بقي منه مجعل مال اللَّه" (ثُمَّ وَلِيَهَا) تقدّم ضبطه (أَبُو بَكْرٍ) الصديق - رضي اللَّه تعالى عنه - (بَعْدَهُ) أي فعمل بما عمل به النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -، ففيه اختصارٌ، ففي رواية البخاريّ المذكورة: "ثم توفّى اللَّه نبيّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -، فقبضها أبو بكر، فعمِل فيها بما عمل رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -" (ثُمَّ وَلِيتُهَا) تقدّم ضبطه (بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (فَصَنَعْت فِيهَا الَّذِي كَانَ يَصْنَعُ) أي يفعله أبو بكر - رضي اللَّه تعالى عنه - (ثُمَّ أَتَيَانِي) أي عبّاس، وعليّ - رضي اللَّه تعالى عنهما - (فَسَأَلَانِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِمَا عَلَى أَنْ يَلِيَاهَا، بِالذِي وَلِيَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أي على أن يعملا بمثل الذي عمل به رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - (وَالَّذِي وَلِيَهَا بِهِ أَبُو بَكْرِ) أي ويلياها بمثل ولايته، ويعملا بمثل عمله (وَالَّذي وُلِّيتُها بِهِ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا، وَأَخَذْتُ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَهُمَا) أي أيمانهما (ثُمَّ أَتَيَانِي يَقُولُ هَذَا) أي العباس - رضي اللَّه تعالى عنه - (اقْسِمْ لِي بِنَصِيبِي مِنْ ابْنِ أَخِي) يريد النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - (وَيَقُولُ هَذَا) أي عليّ - رضي اللَّه تعالى عنه - (اقْسِمْ لِي بِنَصِيبِي مِنْ امْرَأَتِي) أي فاطمة - رضي اللَّه تعالى عنها -.
وفي رواية مسلم: "فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -: "لا نورث، ما تركنا صدقة"، فرأيتماه كاذبًا آثمًا، غادرًا، خائنًا".
قال في "الفتحِ": وكأن الزهريّ كاد يحدث بِهِ تارة، فيُصرِّحُ، وتارة فيُكني، وكذلِك مالِك، وقد حُذِف ذَلِكَ في رِوايةِ بِشر بن عُمر عنهُ، عِند الإسماعِيلِيِّ وغيره، وهُو نظِيرُ ما سبق من قولِ العباس لِعلِيٍّ.
قال في "الفتح": وهذِهِ الزيادة من رِوايةِ عُمر عن أبِي بكر، حُذِفت من رِوايةِ إِسحاق الفروِي شيخ البخاريّ، وقد ثبت أيضًا في رِوايةِ بِشر بن عُمر عنهُ، عِند أصحاب "السُّننِ"، والإسماعِيلِيّ، وعمرو بن مرزُوق، وسعِيد بن داوُد، كِلاهُما عِند الدَّارقطنيّ، عن مالِكٍ، على ما قال جُويرِية، عن مالِكٍ، واجتِماعُ هؤُلاءِ عن مالِكِ، يدُلُّ على أنهم حفِظُوهُ، وهذا القدر المحذُوفُ من رِوايةِ إسحاق ثبت من رِوايتِهِ في موضع آخر من الحديث، لكِن جعل القصة فِيهِ لِعُمر، حيثُ قال: " جِئتنِي يا عبّاس، تسألُنِي نصِيبك من ابن أخِيك"، وفِيهِ: "فقُلت لكُما: إِنَّ رسُول اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: "لا نُورثُ"، فاشتمل هذا الفضلُ على مُخالفةِ إسحاق لِبقِيَّةِ الرُّواةِ عن مالِكٍ، في كونهِم جعلُوا القصّة عِند أبِي بكر، وجعلُوا الحديث المرفُوع من حدِيث أبِي بكر، من رِوايةِ عُمر عنهُ، وإسحاق الفروي جعل القصة عِند عُمر، وجعل الحديث المرفوع من رِوايتِهِ، عن النّبِي - صلى اللَّه عليه وسلم -، بِغيرِ