إِلَى عُمَرَ, يَخْتَصِمَانِ, فَقَالَ الْعَبَّاسُ: اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا, فَقَالَ النَّاسُ: افْصِلْ بَيْنَهُمَا, فَقَالَ عُمَرُ: لاَ أَفْصِلُ بَيْنَهُمَا, قَدْ عَلِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «لاَ نُورَثُ, مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» , قَالَ: فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَخَذَ مِنْهَا قُوتَ أَهْلِهِ, وَجَعَلَ سَائِرَهُ سَبِيلَهُ سَبِيلَ الْمَالِ, ثُمَّ وَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ, ثُمَّ وُلِّيتُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ, فَصَنَعْتُ فِيهَا الَّذِي كَانَ يَصْنَعُ, ثُمَّ أَتَيَانِي, فَسَأَلاَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِمَا عَلَى أَنْ يَلِيَاهَا, بِالَّذِي وَلِيَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَالَّذِي وَلِيَهَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ, وَالَّذِي وُلِّيتُهَا بِهِ, فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا, وَأَخَذْتُ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَهُمَا, ثُمَّ أَتَيَانِي يَقُولُ هَذَا: اقْسِمْ لِي بِنَصِيبِي مِنِ ابْنِ أَخِي, وُيَقُولُ هَذَا: اقْسِمْ لِي بِنَصِيبِي مِنِ امْرَأَتِي, وَإِنْ شَاءَا أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِمَا عَلَى أَنْ يَلِيَاهَا, بِالَّذِي وَلِيَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَالَّذِي وَلِيَهَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ, وَالَّذِي وُلِّيتُهَا بِهِ, دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا, وَإِنْ أَبَيَا كُفِيَا ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41] , هَذَا لِهَؤُلاَءِ, {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [التوبة: 60] هَذِهِ لِهَؤُلاَءِ, {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] , قَالَ الزُّهْرِيُّ: هَذِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - خَاصَّةً, قُرًى عَرَبِيَّةً فَدَكُ كَذَا وَكَذَا, فَـ {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الحشر: 7] , وَ {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} [الحشر: 8] , {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الحشر: 9] , {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10] , فَاسْتَوْعَبَتْ هَذِهِ الآيَةُ النَّاسَ, فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ لَهُ فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ, أَوْ قَالَ: حَظٌّ, إِلاَّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ مِنْ أَرِقَّائِكُمْ, وَلَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ, لَيَأْتِيَنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَقُّهُ, أَوْ قَالَ: حَظُّهُ (?)).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (عليّ بن حُجر) السعديّ المروزيّ، ثقة حافظ، من صغار [9] 13/ 12.

2 - (إسماعيل بن إبراهيم) ابن عليّة، أبو بشر البصريّ، ثقة ثبت [8] 18/ 19.

3 - (أيوب) بن أبي تميمة كيسان، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت حجة [5] 42/ 48.

4 - (عكرمة بن خالد) بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ، المخزوميّ المكيّ، ثقة [3] 37/ 940.

5 - (مالك بن أوس بن الْحَدَثَان) -بفتح المهملتين والمثلّثة- النصري -بفتح النون،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015