وتابعه عليه عبد الكريم بن الحارث.

ثم إن هذه الاختلافات لا تضرّ بصحة الحديث؛ لأن الحكم لمن زاد، فيرجح الرفع، والوصل، فليس غرض المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- تضعيف الحديث بالاضطراب، وإنما هو بيان طرق الحديث المختلفة، ولذلك أخرجه الشيخان من رواية سالم، كما سنوضّحه فيما بعد، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم.

ثم ساق رواية مالك، عن سالم، بقوله:

3930 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ, عَنْ جُوَيْرِيَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ... وَذَكَرَ نَحْوَهُ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح. و"محمد بن يحيى": هو الذهليّ الحافظ الحجة النيسابوريّ [11] 196/ 314. و"عبد اللَّه بن محمد ابن أسماء": هو الضُّبَعيّ، أبو عبد الرحمن البصريّ، ثقة جليل [10] 197/ 315. و"جُويرية": هو ابن أسماء بن عُبيد الضُّبعيّ البصريّ، عمّ عبد اللَّه الراوي عنه، صدوقٌ [7] 197/ 315.

وقوله: "وذكر نحوه" هكذا نسخ "المجتبى" بالإحالة إلى ما سبق، ثم ذكر متابعة عُقيل لمالك، وهذا مشكلٌ؛ لأنه لم يتقدّم لسالم رواية حتى يُحال عليها، وأما في "الكبرى"، فقد ساق الرواية بتمامها، ونصّه:

4632/ 44 - أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد اللَّه، قال: حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن أسماء، عن جُويرية، عن مالك، عن الزهريّ، أن سالم بن عبد اللَّه، أخبره، وسأله عن كراء المزارع؟، فقال: أخبرنا رافع بن خديج، أن عمّيه، وكانا قد شهدا بدرًا، أخبراه، أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - نهى عن كراء المزارع، فترك عبد اللَّه كراءها، وكان يُكريها قبل ذلك (?). والظاهر أن ما في "المجتبى" فيه سقط، واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: (وَتَابَعَهُ عُقَيلُ بْنُ خَالِدٍ) يعني أن عقيل بن خالد الأيليّ تابع مالكًا في روايته عن الزهريّ، كما بيّنه بقوله:

3931 - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ جَدِّي, قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ, كَانَ يُكْرِى أَرْضَهُ, حَتَّى بَلَغَهُ أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ, كَانَ يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ, فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ, فَقَالَ: يَا ابْنَ خَدِيجٍ, مَاذَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015