عبد اللَّه الأنصاريّ، وقال عنه في "التقريب": مقبول، أي حيث يُتابع، ودم يتابع هنا، بل خالفه من هو ثقة حافظ، وهو مجاهد بن جبر، كما بيّنه المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- بعدُ.

وهو من أفراد المصنّف، أخرجه هنا-2/ 3889 - وفي "الكبرى" 1/ 4589. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله (خَالَفَهُ مُجَاهِدٌ) يعني أن مجاهد بن جبر الإمام المثبت الحجة خالف رافع بن أُسيد في روايته لهذا الحديث، فجعله عن أُسيد بن ظهير، عن رافع بن خَدِيج - رضي اللَّه عنه -، كما بيّنه بقوله:

3890 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -وَهُوَ ابْنُ آدَمَ- قَالَ: حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ -وَهُوَ ابْنُ مُهَلْهَلٍ- عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ, قَالَ: جَاءَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ, فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, نَهَاكُمْ عَنِ الْحَقْلِ, وَالْحَقْلُ الثُّلُثُ, وَالرُّبُعُ, - وَعَنِ الْمُزَابَنَةِ. وَالْمُزَابَنَةُ شِرَاءُ مَا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

1 - (محمد بن عبد اللَّه بن المبارك) الْمُخرَّميّ، أبو جعفر البغداديّ ثقة حافظ [11] 43/ 50.

2 - (يحيى ابن آدم) أبو زكريا الكوفيّ ثقة حافظ فاضل [9] 1/ 451.

3 - (مُفَضَّل بن مُهَلْهَل) أبو عبد الرحمن الكوفيّ الثقة الثبت النبيل العابد [7] 25/ 1240.

4 - (منصور) بن المعتمر، أبو عتّاب الكوفيّ، ثقة ثبت حجة [6] 2/ 2.

5 - (مجاهد) بن جبر، أبو الحجّاج المخزوميّ مولاهم المكيّ الثقة الثبت الفقيه الإمام في التفسير وغيره من العلوم [3] 27/ 31.

6 - (أُسيد بن ظهير) المذكور في السند الماضي.

7 - (رافع بن خَدِيج) بن عديّ الحارثي الأوسي الأنصاريّ، الصحابيّ الجليل، أول مشاهده أُحدٌ، ثم الخندق، مات - رضي اللَّه عنه - سنة (73) أو (74) وقيل: قبل ذلك، وقد تقدّمت ترجمته في 112/ 155. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير أُسيد بن ظُهير، فإنه من رجال الأربعة. (ومنها): أن فيه رواية صحابي عن صحابي، وتابعي عن تابعيّ عند من يقول بتابعية منصور. واللَّه تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015