فَسُئِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ , فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَعْتِقُ, أَوْ يَتَصَدَّقُ عِنْدَ مَوْتِهِ, مَثَلُ الَّذِي يُهْدِى بَعْدَ مَا يَشْبَعُ»).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (محمد بن بشّار) أبو بكر بندار البصريّ، ثقة حافظ [10] 24/ 27.

2 - (محمد) بن جعفر غندر، أبو عبد اللَّه البصري، ثقة، صحيح الكتاب [9] 21/ 22.

3 - (شعبة) الإمام المذكور في السند السابق.

4 - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد اللَّه السبيعي الكوفي، ثقة عابد اختلط بآخره [3] 38/ 42.

5 - (أبو حبيبة الطائيّ) مقبول [3].

روى عن أبي الدرداء - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا الحديث، وعنه أبو إسحاق السبيعيّ، ولا يعرف له غير هذا الحديث. وذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ هذا الحديث فقط.

6 - (أبو الدرداء) عويمر بن زيد بن قيس الأنصاريّ الصحابيّ الشهير، وقيل في اسمه واسم أبيه غير ذلك، شهد أحدًا، وما بعدها، مات في آخر خلافة عثمان - رضي اللَّه تعالى عنهما -، وقيل: عاش بعد ذلك، تقدّمت ترجمته في 48/ 847. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن شعبة بن الحجّاج، أنه قال (سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد اللَّه الهمدانيّ السَّبِيعيّ الكوفيّ، وقوله (سَمِعَ) جملة في محلّ نصب على الحال من المفعول، أي والحال أن أبا إسحاق سمع (أَبَا حَبِيبَةَ الطَّائِيَّ) لا يعرف اسمه، ولا عينه، إذ لم يرو عنه غير أبي إسحاق (قَالَ: أَوْصَى رَجُلٌ بِدَنَانِيرَ، فِي سَبِيلِ اللهِ) يعني أنه أوصى بها في حال موته، كما يرشد إلى ذلك قوله (فَسُئِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ) - رضي اللَّه تعالى عنه -.

ولفظ الترمذيّ، من طريق سفيان الثوريّ، عن أبي إسحاق، عن أبي حبيبة الطائي، قال: أوصى إلى أخي بطائفة من ماله، فلقيت أبا الدرداء، فقلت: إن أخي أوصى إلى بطائفة من ماله، فأين ترى لي وضعه، في الفقراء، أو المساكين، أو المجاهدين في سبيل اللَّه، فقال: أما أنا فلو كنت، لم أعدل بالمجاهدين، سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015