الكسب، فأمره أن يتصدّق بثلثه، ويكون باقيه لابنته، وحديث الباب إنما خاطب به أصحابه الذين هم في صحّتهم، فحرّضهم على تقديم مالهم لينفعهم يوم القيامة؛ لأنهم إن تركوا ذلك، فسوف ينتقل إلى غيرهم، ويُحرمون الأجر الكثير. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3640 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ مُطَرِّفٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1 - 2] , قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي, مَالِي, وَإِنَّمَا مَالُكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ, أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ, أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ»).
رجال هذا الإسناد: سنّة:
1 - (عمرو بن علي) الفلاّس الصيرفي، أبو حفص البصريّ، ثقة حافظ [10] 4/ 4.
2 - (يحيى) بن سعيد بن فرّوخ القطّان البصريّ الإمام الحجة الثبت [9] 4/ 4.
3 - (شعبة) بن الحجاج الإمام الحجة المشهور [7] 24/ 27.
4 - (قتادة) بن دعامة السدوسي البصريّ، ثقة ثبت، يدلس [4] 30/ 34.
5 - ((مُطَرِّفُ) بن عبد اللَّه العامريّ الْحَرَشيّ -بفتحتين- أبي عبد اللَّه البصريّ، ثقة
عابد فاضل، مات سنة (95 هـ) [2] 53/ 67.
6 - (أبوه) هو عبد اللَّه بن الشَّخِّير -بكسر الشين، وتشديد الخاء المعجمتين- ابن عوف صحابي، من مسلمة الفتح - رضي اللَّه تعالى عنه - 34/ 727. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، والابن عن أبيه (ومنها): أن صحابيه من المقلّين من الرواية، إذ ليس له في الكتب الستة إلا نحو تسعة أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ مُطَرَّفِ) بن عبد اللَّه (عَنْ أَبِيهِ) عبد اللَّه بن الشِّخِّير - رضي اللَّه تعالى عنه - (عَنِ النَّبِيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، قَالَ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1 - 2] وفي رواية المصنّف في "التفسير" من "الكبرى" من طريق غيلان بن جرير، عن مطرّف، عن أبيه، قال: " جئت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو يقول: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} حتّى ختمها".
فقوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} يعني شغلكم الإكثار من الدنيا، ومن الالتفات إليها عما