حَبَّسْتَ أَصْلَهَا, وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» , فَتَصَدَّقَ بِهَا, عَلَى أَنَّهُ لاَ تُبَاعُ, وَلاَ تُوهَبُ, فَتَصَدَّقَ بِهَا, فِي الْفُقَرَاءِ, وَالْقُرْبَى, وَفِي الرِّقَابِ, وَفِي سَبِيلِ اللهِ, وَابْنِ السَّبِيلِ, وَالضَّيْفِ, لاَ جُنَاحَ -يَعْنِي عَلَى مَنْ وَلِيَهَا- أَنْ يَأْكُلَ, أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا, غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ, اللَّفْظُ لإِسْمَاعِيلَ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه إسماعيل، وهو ثقة. و"بشر": هو ابن المفضّل.
وقوله: "أرضًا كثيرًا" هكذا في "المجتبى"، وليس في "الكبرى" لفظ "كثيرًا"، وإنما لم يقل "كثيرة" مع أن الأرض مؤنّثة؛ لكون تأنيثها مجازيًّا، ومجازيّ التأنيث، وإن كان الأولى إلحاق التاء بفعله، ووصفه، إلا أنه يجوز تجريده عنها قليلاً عند بعض النحاة، والجمهور خصّوه بالشعر، كما أشار إليه ابن مالك في "خلاصته":
وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلاَ فَصْلِ وَمَعْ ... ضَمِيرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ
وقوله: "على أنه لا تباع الخ" ذكّر اسم "إن" على أنه ضمير الشأن. وفي نسخة "أن لا تباعَ" وعليه فـ"أن" مصدريّة. والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق تمام البحث فيه قريبًا.
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3628 - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ عُمَرَ, أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ, فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَسْتَأْمِرُهُ فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا, وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» , فَحَبَّسَ أَصْلَهَا, أَنْ لاَ تُبَاعَ, وَلاَ تُوهَبَ, وَلاَ تُورَثَ, فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ, وَالْقُرْبَى, وَالرِّقَابِ, وَفِي الْمَسَاكِينِ, وَابْنِ السَّبِيلِ, وَالضَّيْفِ, لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا, أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ, أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقَهُ, غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و"أزهر السّمّان": هو ابن سعد، أبو بكر الباهليّ البصريّ، ثقة [9] 29/ 33.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق البحث عنه مستوفًى قريبًا، والحمد للَّه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3629 - (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: إِنَّ رَبَّنَا لَيَسْأَلُنَا عَنْ أَمْوَالِنَا, فَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللهِ, أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي لِلَّهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ, فِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ, وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: كان الأولى للمصنّف -رحمه اللَّه تعالى- أن يذكر هذا