طلّق حفصة، ثم أُمِر أن يراجعها، فراجعها. وروى موسى بن عُلي، عن أبيه، عن عقبة ابن عامر - رضي اللَّه عنه -، قال: "لما طلّق رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - حفصة بنت عمر - رضي اللَّه تعالى - عنهما، فبلغ ذلك عمر، فحثا التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ اللَّه بعمر، وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقال: إن اللَّه يأمرك أن تراجع حفصة؛ رحمة لعمر". وفي رواية أبي صالح، عن أبي عمر (?) دخل عمر على حفصة، وهي تبكي، فقال: لعل رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قد طلّقك، إنه كان قد طلّقك مرّة، ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلّقك مرّة أخرى، لا أكلّمك أبدًا". أخرجه أبو يعلى (?). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث عمر - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح.
[فإن قلت]: في سنده انقطاع، حيث وقع بلفظ "نُبّئتُ" بالبناء للمجهول، ولم يُعرف المنبّىء، فكيف يصح؟.
[قلت]: هذا بالنسبة لسهل بن محمد، في رواية المصنّف، أما سند عبدة بن عبد اللَّه فليس فيه ذلك.
بل وقع في رواية أبي داود التصريح من سهل بن محمد نفسه بأن يحيى بن زكريا أخبره، ولفظه: "حدثنا سهل بن محمد بن الزبير العسكريّ، أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ... ".
وفي رواية ابن ماجه -1/ 2016 - : حدثنا سُويد بن سعيد، وعبد اللَّه بن عامر بن زُرارة، ومسروق بن الْمَرْزُبان، قالوا: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن صالح بن صالح بن حيّ ... ". وفي رواية الدارميّ -2264 - : حدثنا إسماعيل بن خليل، وإسماعيل بن أبان، قالا: ثنا يحيى بن أبي زائدة، عن صالح بن صالح ...
والحاصل أن السند متّصلٌ صحيح، والحمد للَّه. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-76/ 3587 - وفي "الكبرى" 76/ 5755. وأخرجه (د) في "الطلاق" 2283 (ق) في "الطلاق" 2016 (الدارمي) في "الطلاق" 22164. واللَّه تعالى أعلم.