لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى- وهو (178) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): مسلسل بالبصريين. (ومنها): شيخه هو أحد مشايخ الأئمة الستّة من دون واسطة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن أنس - رضي اللَّه تعالى عنه - أنه (قال: كَانَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِينَ) وفي رواية الترمذيّ، من طريق سفيان الثوريّ، عن حميد، عن أنس: "أهدت بعض أزواج النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - طعامًا في قصعة، فضربت عائشة القصعة بيدها ... " الحديث، وأخرجه أحمد عن ابن أبي عديّ، ويزيد بن هارون، عن حميد به، وقال: أظنّها عائشة. قال الطيبيّ: إنما أُبهمت عائشة تفخيمًا لشأنها، وأنه مما لا يخفى، ولا يلتبس أنها هي؛ لأن الهدايا إنما كانت تُهدى إلى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - في بيتها انتهى (?) (فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى) أي أرسلت امرأة أخرى، من أمهات المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنهنّ، زاد في رواية البخاريّ: "مع خادم"، قال في "الفتح": لم أقف على اسم الخادم، وأما المرسلة فهي زينب بنت جحش، ذكره ابن حزم في "المحلّى" من طريق الليث بن سعد، عن جرير بن حازم، عن حميد: سمعت أنس بن مالك أن زينب بنت جحش، أهدت إلى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو في بيت عائشة، ويومها جَفْنَةً من حَيْسٍ". واستفدنا منه معرفة الطعام المذكور. ووقع قريبٌ من ذلك لعائشة مع أمّ سلمة - رضي اللَّه تعالى عنهما -، كما سيأتي للمصنّف في الرواية التالية من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي المتوكّل ... وأخرجه الدارقطنيّ من طريق عمران بن خالد، عن ثابت، عن أنس - رضي اللَّه عنه -، قال: "كان النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - في بيت عائشة معه بعض أصحابه، ينتظرون طعامًا، فسبقتها- قال عمران: أكثر ظنّي أنها حفصة - بصفحة، فيها ثريدٌ، فوضعتها، فخرجت عائشة- وذلك قبل أن يحتجبن- فضربتها بها، فانكسرت ... " الحديث.

قال الحافظ: ولم يصب عمران في ظنّه أنها حفصة، بل هي أم سلمة، كما تقدّم. نعم وقعت القصّة لحفصة أيضًا، وذلك فيما رواه ابن أبي شيبة، وابن ماجه من طريق رجل من بني سواءة، غير مسمّى، عن عائشة، قالت: "كان رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - مع أصحابه، فصنعتُ له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فسبقتني، فقلت للجارية: انطلقي، فأكفئي قصعتها، فأكفأتها، فانكسرت، وانتشر الطعام، فجمعه على النطع، فأكلوا، ثم بعث بقصعتي إلى حفصة، فقال: "خذوا ظرفًا مكان ظرفكم". وبقيّة رجاله ثقات، وهي قصّة أخرى، بلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015