قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا خَطَأٌ فَاحِشٌ, وَالصَّوَابُ حَدِيثُ بِشْرٍ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عليّ بن محمد بن عليّ" بن أبي المضاء المِصِّيصيّ القاضي، ثقة [11] 83/ 2415.
و"محمد بن كثير" بن أبي عطاء الثقفيّ الصنعانيّ، أبو يوسف، نزيل المِصِّيصة، صدوقٌ، كثير الغلط، من صغار [9] 46/ 2256.
و"الفَزَاريّ": إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الإمام أبو إسحاق المصّيصيّ، ثقة حافظ، له تصانيف [8] 58/ 863.
و"حميد": هو الطويل المذكور في السند السابق.
وشرح الحديث تقدّم في الذي قبله، وهو حديث ضعيف، وإنما الصحيح حديث عمران - رضي اللَّه عنه - المتقدِّم.
ثم إن حديث أنس - رضي اللَّه عنه - هذا من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-60/ 3337 - وفي "الكبرى" 57/ 5496. وأخرجه (أحمد) في "باقي مسند المكثرين" 12247 و12620. واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: (قَالَ: أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ) النسائيّ -رحمه اللَّه تعالى- (هَذَا خَطَأٌ فَاحِشٌ) أي هذا الحديث بهذا السند خطأ فاحشٌ (وَالصَّوَابُ حَدِيثُ بِشْرٍ) يعني ابن المفضّل الذي تقدّم قبله. أراد -رحمه اللَّه تعالى- أن رواية محمد بن كثير، من طريق الفزاريّ، عن حميد، عن أنس غلطٌ؛ لأنه خالف فيه بشر المفضّل، حيث جعله عن حميد عن الحسن البصريّ، عن عمران، وهو أوثق منه، وأحفظ بالإجماع، فقد قال عنه أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبّت بالبصرة، وعدّه ابن معين في أثبات شيوخ البصريين، وكذا أثنى عليه غيرهما (?)، بخلاف محمد بن كثير، فقد ضعّفه الكثيرون، فقد ضعّفه أحمد جدًّا، وقال: منكر الحديث. وقال البخاريّ: لينٌ جدًّا. وكذا ضعفه غيرهم، ووثقه بعضهم (?).
وأيضًا قد تابع بشرًا حمادُ بن سلمة، والحارثُ بن عمير، وأبو قزعة، كلهم عن حميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين - رضي اللَّه تعالى عنهما -.
فقد رواه أحمد في "مسنده" 4/ 443 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن به. ورواه 4/ 439 عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن الحارث بن عمير، عن حميد، عن الحسن، به. ورواه 4/ 429 عن غندر، عن شعبة، عن أبي قزعة (?)، عن الحسن به.