"فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فدعاه، أو دُعي له". وفي رواية الثوريّ عند الإسماعيليّ: "فقام طويلاً، ثمّ ولّى، فقال النبيّ- صلى اللَّه عليه وسلم -: عليّ الرجل". وفي رواية عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب مثله، لكن قال: "فرآه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - مولّيًا، فأمر به، فدُعي له، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ ". ويحتمل أن يكون هذا بعد قوله -كما في رواية مالك: "هل معك من القرآن شيء"، فاستفهمه حينئذ عن كمّيته. ووقع الأمران في رواية معمر، قال: "فهل تقرأ من القرآن شيئًا؟، قال: نعم، قال: ماذا؟، قال: سورة كذا". وعُرف بهذا المراد بالمعيّة، وأن معناها الحفظ عن ظهر قلبه. ووقع في رواية الثوريّ عند الإسماعيليّ: "قال: معي سورة كذا، ومعي سورة كذا، قال: عن ظهر قلبك؟، قال: نعم. قاله في "الفتح" (?).
(قَالَ) الرجل (نَعَم) وفي رواية يعقوب بن عبد الرحمن الآتية: "قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، عدّدها، فقال: هل تقرؤهنّ عن ظهر قلب، قال: نعم ... "، وفي رواية مالك الآتية: "قال: نعم سورة كذا، وسورة كذا، لسور سمّاها". وفي رواية سعيد ابن المسيّب، عن سهل: "أن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - زوّج رجلاً امرأةً على سورتين من القرآن، يعلّمها إياها". ووقع في حديث أبي هريرة: "قال: ما تحفظ من القرآن؛، قال: سورة البقرة، أو التي تليها". قال الحافظ: كذا في كتابي أبي داود، والنسائيّ بلفظ: "أو"، وزعم بعض من لقيناه أنه عند أبي داود بالواو، وعند النسائيّ بلفظ "أو". ووقع في حديث ابن مسعود: "قال: نعم سورة البقرة، وسور المفصّل". وفي حديث ضُميرة: "أن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - زوّج رجلاً على سورة البقرة، لم يكن عنده شيء". وفي حديث أبي أمامة - رضي اللَّه عنه -: "زوّج النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - رجلاً من أصحاب امرأة على سورة من المفصّل، جعلها مهرها، وأدخلها عليه، وقال: علّمها". وفي حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - المذكور: "فعَلِّمْهَا عشرين آية، وهي امرأتك". وفي حديث ابن عبّاس - رضي اللَّه تعالى عنهما -: "أزوّجها منك على أن تُعلّمها أربع -أو خمس- سور من كتاب اللَّه". وفي مرسل أبي النعمان الأزديّ عند سعيد بن منصور: "زوّج رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - امرأة على سورة من القرآن". وفي حديث ابن عباس، وجابر - رضي اللَّه عنه -: "هل تقرأ من القرآن شيئًا؛، قال: نعم، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، قال: أصدقها أيها".
قال الحافظ: ويُجمع بين هذه الألفاظ بأن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ بعضهم،