فإنه من أهلها، والظاهر أنه ليس هو جدّ عبد اللَّه بن مسلمة القعنبيّ. واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "في الحرمة" هكذا النسخ كلها، وهو متعلّق بقوله: "كأمهاتهم"، أي مثل أمهاتهم في التحريم.

وقوله: "إلا نُصب له" بالبناء للمفعول، بمعنى قوله الماضي. "إلا وُقف له". وقوله: "تُرَون" بالبناء للمفعول، أي تظنّون. وقوله: "يدع" أي يترك، وقد تقدّم قريبًا أنها مما أماتت العرب ماضيها، إلا في النادر.

والحديث أخرجه مسلم، وقد سبق تمام البحث فيه في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3193 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ,, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ حُمَيْدٍ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «جَاهِدُوا بِأَيْدِيكُمْ, وَأَلْسِنَتِكُمْ, وَأَمْوَالِكُمْ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث، والأحاديث التي بعده لا يظهر مناسبتها للباب، ولم يذكرها في "الكبرى".

ورجال الإسناد كلهم رجال الصحيح. و"عمرو بن عليّ": هو الفلاّس. و"عبد الرحمن": هو ابن مهديّ. و"حُميد": هو الطويل.

وقوله: " جاهدوا" حُذف متعلّقه، أي المشركين، كما صرّح به في الرواية السابقة، ولفظها: " جاهدوا المشركين بأموالكم، وأيديكم، وألسنتكم".

والحديث صحيح، وقد تقدّم في أوائل "كتاب الجهاد" برقم - 1/ 3097 - وتقدّم شرحه، والكلام على مسائله هناك. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3194 - (أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ, هُوَ الشَّامِيُّ- قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الأَصْبَغِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -, عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ, وَقَالَ «مَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ, فَلَيْسَ مِنَّا»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: مناسبة هذا الحديث للباب غير ظاهرة، كما أشرت في الحديث الذي قبله.

ورجال هذا الإسناد: ثمانية:

1 - (أبو محمد، موسى بن محمد الشاميّ) مقبول [11].

لم يرو إلا عن ميمون بن الأصبغ، ولم يرو عنه إلا المصنف في هذا الموضع فقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015