إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ, أَنَّ كُرَيْبًا قَالَ: سَأَلْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ, وَكَانَ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَشِيَّةَ عَرَفَةَ, فَقُلْتُ: كَيْفَ فَعَلْتُمْ؟ , قَالَ: أَقْبَلْنَا نَسِيرُ, حَتَّى بَلَغْنَا الْمُزْدَلِفَةَ, فَأَنَاخَ, فَصَلَّى الْمَغْرِبَ, ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْقَوْمِ, فَأَنَاخُوا فِي مَنَازِلِهِمْ, فَلَمْ يَحِلُّوا, حَتَّى صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, الْعِشَاءَ الآخِرَةَ, ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ, فَنَزَلُوا, فَلَمَّا أَصْبَحْنَا, انْطَلَقْتُ عَلَى رِجْلِيَّ, فِي سُبَّاقِ قُرَيْشٍ, وَرَدِفَهُ الْفَضْلُ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه "محمد ابن حاتم" بن نُعيم المروزيّ، فإنه من أفراده، وهو ثقة، وكلهم تقدّموا غير مرّة.

و"حبان" -بكسر الحاء المهملة-: هو ابن موسى المروزيّ الثقة. و"عبد اللَّه": هو ابن المبارك.

وقوله: "أقبلنا نسير حتى بلغنا المزدلفة" ظاهره أنه ما نزل في الطريق، وهو مخالف لما سبق عن أسامة - رضي اللَّه تعالى عنه -، من أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - نزل في الشِّعْب، فلا بدّ من تأويل ما هنا بأن المراد أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - ما نزل قبل المزدلفة لأجل الصلاة، وإنما نزل لقضاء الحاجة. وقوله: "فلم يَحُلُّوا" بفتح حرف المضارعة، وضم الحاء المهملة.

وقوله: "في سُبّاق قريش" -بضم السين المهملة، وتشديد الموحّدة- جمع سابق، أي في جملة من سبق النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، متقدّمًا عليه من المزدلفة إلى منى. وقوله: "على رجليّ" بتشديد الياء على التثنية.

وقوله: "وردفه الفضل" -بفتح الراء، وكسر الدال المهملة- أي ركب خلفه، والجملة حالية.

والحديث صحيحٌ، وتقدّم تمام البحث فيه قبل ثلاثة أبواب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

...

208 - (تَقْدِيمُ النِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ إِلَى مَنَى مِنَ الْمُزْدَلِفَةَ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هكذا الترجمة في بعض نسخ "المجتبى"، وهو الصواب، وهو الذي في "الكبرى"، وأما ما وقع في معظم نسخ "المجتبى": "تقديم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015