ثبت [4] 112/ 154.
4 - (محمد بن جبير بن مطعم) النوفليّ، أبو سعيد المدنيّ، ثقة عارف بالنسب [3] 65/ 987.
5 - (أبوه) جُبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشيّ النوفليّ الصحابيّ - رضي اللَّه تعالى عنه -، كان عارفًا بالأنساب، مات سنة ثمان، أو تسع وخمسين، وتقدم في 158/ 250. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ مُحَمَدِ بْنِ جُبَير بْنِ مُطْعِم) -رحمه اللَّه تعالى- (عَنْ أَبيهِ) جبير بن مطعم - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي) أي فقدته، يقال: ضَلّ البعير: إذا غاب، وخفي موضعه، وأضللته بالألف: فقدته، قال الأزهريّ: وأضللت الشيءَ بالألف: إذا ضاع منك، فلم تعرف موضعه، كالدّابّة، والناقة، وما أشبههما، فإن أخطأت موضع الشيء الثابت، كالدار، قلت: ضَلَلْتُهُ، وضَلِلْته، ولا تقل: أضللته بالألف. وقال ابن الأعرابيّ: أضلّني كذا بالألف: إذا عجزت عنه، فلم تقدر عليه. وقال في "البارع": ضَلَّني فلانٌ، وكذا في غير الإنسان يَضِلُّني: إذا ذهب عنك، وعجزت عنه، وإذا طلبت حيوانًا، فأخطأت مكانه، ولم تهتد إليه، فهو بمنزلة الثوابت، فتقول: ضَلَلْته. وقال الفارابيّ: أضللتُهُ بالألف: أضعته. انتهى (?) (فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ بعَرَفَةَ، يَوْمَ عَرَفَةَ) الجارّ، والظرف متعلقان بـ"أطلب" يعني أنه ذهب لطلب بعيره في الموضع المسمّى بعرفة، في يوم بعرفة (فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلمَ - وَاقِفًا) أي بعرفة (فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا؟) إشارة إلى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -. وهذا تعجب من جبير بن مطعم، وإنكار منه لما رأى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - واقفا بعرفة (إِنَّمَا هَذَا مِنَ الْحُمْسِ) تقدّم معناه. أي فما باله يقف بعرفة، والحمس لا يقفون بها؛ لأنهم لا يخرجون من الحرم. وفي رواية الإسماعيليّ من طريق عثمان بن أبي شيبة، وابن أبي عمر جميعًا عن سفيان: "فما له خرج من الحرم". وزاد مسلم في روايته عن عمرو الناقد، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بعد قوله: "فما شأنه ههنا؟ ": "وكانت قريش تُعدّ من الحمس".
وهذه الزيادة توهم أنها من أصل الحديث، وليس كذلك، بل هي من قول سفيان، بينه الحميديّ في "مسنده" عنه، ولفظه متّصلاً بقوله: "فما شأنه ههنا؟ " قال سفيان: والأحمس الشديد على دينه، وكانت قريش تُسمّى الحمس، وكان الشيطان قد استهواهم، فقال لهم: إنكم إن عظّمتم غير حرمكم، استخفّ الناس بحرمكم، فكانوا