وقوله: "بمشقص" -بكسر الميم، وسكون الشين المعجمة، وفتح القاف، آخره صاد مهملة- قال القزّاز: هو نصلٌ عريض يرمي به الوحش. وقال صاحب "المحكم": هو الطويل من النصال، وليس بعريض، وكذا قال أبو عبيد (?).

وقوله: "في عمرة" هي عمرة الجعرانة، وقد تقدّم اختلاف الروايات فيها، واختلاف العلماء في الجمع بينها في -50/ 2737. وأن الأرجح-كما رجحه النوويّ، والمحبّ الطبريّ، وابن القيّم- أن معاوية - رضي اللَّه عنه - قصر عنه - صلى اللَّه عليه وسلم - في الجعرانة. وأما الرواية التي تدلّ على أن ذلك كان في حجة الوداع فهي غلط من بعض الرواة، أو أن معاوية - رضي اللَّه عنه - نفسه ظن ذلك؛ حيث نسي، كما قاله ابن القيّم -رحمه اللَّه تعالى-. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

والحديث متّفق عليه، وقد تقدّم في - 50/ 2737 - وتقدّم البحث فيه مستوفًى هناك، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

2989 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (?) مَعْمَرٌ, عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: "قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَلَى الْمَرْوَةِ, بِمِشْقَصِ أَعْرَابِيٍّ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، و"محمد بن يحعى بن عبد اللَّه": هو الحافظ الذُّهليّ النيسابوريّ. والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق البحث فيه فيما قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

...

184 - (كَيْفَ يُقَصِّرُ)

2990 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015