قال: فوالله إنا نكون في نحر العدو، فإذا اشتد علينا الأمر قلنا: اللهم رب يونس فرج عنا، فيفرج عنا، فقال يونس سبحان الله، سبحان الله.

وقال سعيد بن عامر: قال يونس بن عبيد: هان علي أن آخذ ناقصا، وغلبني أن أعطي راجحا. وقال سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع، أو غيره: قال: ما كان يونس بأكثرهم صلاة، ولا صوما، ولكن لا والله ما حضر حق من حقوق الله سبحانه وتعالى إلا وهو متهيأ له. وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل، وسعيد ابن عامر، يقولان: غلا الخَزُّ في موضع، وكان يونس خزازًا، فعلم بذلك، واشترى متاعا بثلاثين ألفا، ثم قال بعد لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع غلا هناك؟ قال: لا، ولو علمت لم أبع، فقال: هلم إليَّ مالي، وخذ مالك، فرده عليه، وقال بشر بن المفضل: جاءت امرأة بمطرف خز إلى يونس بن عبيد، فألقته إليه تعرضه عليه في السوق، فنظر إليها، فقال لها بكم؟ فقالت بستين درهما، فألقاه إلى جار له، فقال: كيف تراه؟ قال بعشرين ومائة؟ قال: إلى ذاك ثمنه، فقال لها: استأمري أهلك في بيعه بخمس وعشرين ومائة. وقال غسان بن المفضل عن إسحاق بن إبراهيم: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له؟ فقال: قدماي لم تغير في سبيل الله تعالى، وعبد الملك بن سليمان جاره قال: ما رأيت رجلا قط كان أشد استغفارا من يونس. وقال حماد بن زيد: سمعته يقول: عمدنا إلى ما فيه صلاح الناس، فكتبناه، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، وقال حسن أبو جعفر: قلت ليونس بن عبيد: مررت بقوم يختصمون في القدر، فقال: لو همتهم ذنوبهم ما اختصموا في القدر.

وقال خويل بن واقد الصَّفَّار: سمعت رجلا سأل يونس بن عبيد؛ فقال جار لي معتزلي مريض أعيده؟ (?) فقال: أما لحسبة فلا. وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015