"الثقات"، وقال: قيل: إنه داود بن عبد الرحمن بن شابور. روى له البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والمصنّف. وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط.
والباقون كلهم ثقات، وقد تقدّموا في الباب الماضي والذي قبله. واللَّه تعالى أعلم. شرح الحديث
(عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبيهِ) شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص (عَنْ جَدِّهِ) الصحيح أن الضمير يعود إلى شعيب، لا إلى عمرو، وجدّه هو عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه تعالى عنهما -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَنْ سَأَلَ) أي من الناس مالًا (وَلَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل (فَهُوَ الْمُلْحِفُ) أي فهو الملحّ في المسألة الذي بين حكمه -وهو التحريم- في حديث الباب المتقدّم بقوله: "لا تلحفوا في المسألة". واللَّه تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح، انفرد به المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا -89/ 2594 - وفي "الكبرى" 91/ 2375. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعمِ الوكيل.
2595 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ, عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: سَرَّحَتْنِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَتَيْتُهُ, وَقَعَدْتُ فَاسْتَقْبَلَنِي, وَقَالَ «مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَمَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَمَنِ اسْتَكْفَى كَفَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَمَنْ سَأَلَ, وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّةٍ, فَقَدْ أَلْحَفَ» , فَقُلْتُ: نَاقَتِي الْيَاقُوتَةُ خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ, فَرَجَعْتُ, وَلَمْ أَسْأَلْهُ).
رجال هذا الإسناد: خمسة
1 - (قتيبة) بن سعيد الثقفي، ثقة ثبت [10] 1/ 1.
2 - (ابن أبي الرجال) هو: عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاريّ المدنيّ، نزيل الثُّغُور، صدوق ربّما أخطأ [8] 43/ 949 من رجال الأربعة.
3 - (عمارة بن غزية) الأنصاري المدني، لا بأس به [6] 168/ 1137.
4 - (عبد الرحمن بن أبي سعيد) الخدري الأنصاري المدني، ثقة [3] 1/ 326.
5 - (أبوه) سعد بن مالك بن سنان الخدري، أبو سعيد الأنصاري - رضي اللَّه عنهما - 169/ 262. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأن رجاله رجال الصحيح غير ابن أبي