عقلاء الرجال. وقال مطر الأعنق، عن معاوية بن قرّة: لقيت من الصحابة كثيرًا، منهم خمسة وعشرون من مزينة. مات سنة (113) وهو ابن (76) سنة. قال أبو زرعة: معاوية بن قرة عن عليّ مرسل. وقال أبو حاتم: لم يلق ابن عمر. وقال الشافعيّ: روايته عن عثمان منقطعة. أخرج له الجماعة، وله عند المصنف في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث: هذا، وقد كرره مرتين، و 2610 حديث: "ابن أخت القوم من أنفسهم .... و 3227 حديث: "تزوجوا الولود الودود ... ".

3 - (أبوه) قرة بن إياس بن هلال بن رئاب المزنيّ، أبو معاوية البصريّ، صحابيّ روى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وعنه ابنه معاوية. قال ابن عبد البرّ: سكن البصرة، ولم يرو عنه غير ابنه، ويقال له: قرة بن الأغرّ، قتل في حرب الأزارقة مع عبد الرحمن بن عُبيس في زمن معاوية - رضي اللَّه عنه -. قال الحافظ: وقد أرخه ابن سعد، وخليفة، وأبو عروبة، وابن حبّان، وغيرهم سنة (64) فيكون ذلك في زمن معاوية بن يزيد بن معاوية، وذكره ابن سعد في طبقات الخندقيين. انتهى. علّق له البخاريّ أثرًا، وأخرج له في "الأدب المفرد"، والأربعة، وله عند المصنّف هذا الحديث فقط، وقد أعاده برقم 2088. والباقيان تقدما في السند الماضي.

وقوله: "أحبك اللَّه الخ" دعاء للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بزيادة محبّة اللَّه له، كما يحب هو ولده، وأراد بذلك أنه يحبّ ولده حبّا شديدًا، بلغ الغاية، بحيث إنه يَطلَب أن يحب اللَّه تعالى النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - مثله، أي في بلوغ الغاية، وإلا فشتان بين المحبتين.

وقوله: "ففقده" أي فقد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ذلك الرجل، كما تدلّ عليه الرواية الآتية في "باب التعزية"، ويحتمل أن يكون المراد الابن، والأول أظهر.

وقوله: "فقال ما يسرك الخ" مرتب على محذوف، أي فلقيه، فقال له الخ. وقوله: "ما يسرك" بتقدير همزة الاستفهام، أي أما يسرّك الخ. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث صحيح، وسيأتي مطوّلاً في "باب التعزية"-120/ 2088 - وسيأتي تمام شرحه، وبيان مسائله هناك، إن شاء اللَّه تعالى، ومطابقته للباب واضحة، إذ فيه الحثّ على احتساب الأجر، والأمر بلاصبر على المصيبة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015