مسائل تتعلق بهذا الحديث:

السألة الأولى: في درجته: حديث أنس - رضي اللَّه عنه - هذا متفق عليه.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرحه هنا -22/ 1869 - وفي "الكبرى" 22/ 1996 وأخرجه (خ) 1283 و 1302 و 7154 (م) 926 و 987 (د) 3124 (ت) 988 (ق) 1596 (أحمد) 12860. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في ذكر الفوائد التي اشتمل عليها الحديث بطوله:

منها: ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو الأمر بالاحتساب، والصبر عند المصيبة، فإن قوله: "الصبر عند الصدمة الأولى" فيه الحثّ على التَغَلُّب على الجزع عند أول نزول المصيبة، واحتسابها على اللَّه تعالى. ومنها: ما كان عليه النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - من التواضع والرفق بالجاهل. ومنها: مسامحة المصاب، وقبول اعتذاره. ومنها: أن القاضي لا ينبغي له أن يتخذ من يحجبه عن حوائج الناس. ومنها: أن من أُمِر بمعروف ينبغي له أن يقبل، ولو لم يعرف الآمر. ومنها. كونُ الجزع من المنهيات، لأمره - صلى اللَّه عليه وسلم - لها بالتقوى، مقرونا بالصبر. ومنها: الترغيب في احتمال الأذى عند بذل النصيحة، ونشر الموعظة. ومنها: أن المواجهة بالخطاب إذا لم تُصادف المنويَّ لا أثر لها، وبَنَى عليه بعضهم ما إذا قال: يا هند أنت طالق، فصادف عمرة، أن عمرة لا تطلق. ومنها: جواز زيارة القبور، سواء كان الزائر رجلاً، أو امرأةً، وسواء كان المزور مسلمًا أو كافرًا، لعدم الاستفصال في ذلك، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وبالجواز قطع الجمهور، وقال صاحب "الحاوي": لا تجوز زيارة قبر الكافر، وهو غلط انتهى وسيأتي اختلاف العلماء في زيارة القبور في بابه [100/ 2032و2033]، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

1870 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ, وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ, عَنْ أَبِيهِ, - رضي اللَّه عنه -, أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ, فَقَالَ لَهُ: «أَتُحِبُّهُ؟». فَقَالَ: أَحَبَّكَ اللَّهُ, كَمَا أُحِبُّهُ, فَمَاتَ, فَفَقَدَهُ, فَسَأَلَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: «مَا يَسُرُّكَ, أَنْ لاَ تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ, إِلاَّ وَجَدْتَهُ, عِنْدَهُ يَسْعَى, يَفْتَحُ لَكَ».

رجال هذا الإسناد: خمسة.

1 - (يحيى) بن سعيد القطان البصريّ الإمام الحجة [9] 4/ 4.

2 - (معاوية بن قرّة) بن إياس بن هلال المزنيّ، أبو إياس البصريّ، ثقة عالم [3].

وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائيّ، وابن سعد، وابن حبّان، وقال: كان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015