شاء بقضائه، لشقاوته انتهى (?).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: المعنى الأول مما ذكر عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ- هو الأظهر عندي. واللَّه تعالى أعلم.

قال الكرماني -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا الحديث من جوامع الكلم؛ لأن لفظ "القيّم" إشارة إلى أن وجود الجواهر وقوامها منه، و"النور" إشارة إلى أن الأعراض أيضا منه، و"الملك" إشارة إلى أنه حاكم عليها إيجادًا وإعدامًا، يفعل ما يشاء، وكلّ ذلك من نعم اللَّه على عباده، فلهذا قَرَن كلاّ منها بالحمد، وخصّص الحمد به. ثم قوله: "أنت الحقّ" إشارة إلى المبدإ، والقول ونحوه إلى المعاش، والساعة ونحوها إشارة إلى المعاد، وفيه الإشارة إلى النبوّة، وإلى الجزاء ثوابًا وعقابًا، ووجوب الإيمان, والإسلام، والتوكل، والإنابة، والتضرّع إلى اللَّه، والخضوع له انتهى.

(لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ) أي لا معبود بحقّ إلا أنت الواحد الأحد الصمد (وَلَا حَوْلَ وَلَا قوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ") قيل معناه. لا حول عن المعصية، ولا قوّة على الطاعة، إلا بتوفيق اللَّه. قاله الفيومي.

[تنبيه]: ظاهر سياق المصنف -رحمه اللَّه تعالى- أن قوله: "ولا حول , ولا قوّة، إلا باللَّه" من رواية سفيان، عن سليمان الأحول، وليس كذلك، فإن البخاري -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- قال بعد أن أخرج الحديث من طريق سفيان، عن سليمان، عَقِبَ قوله: "لا إله إلا أنت"، أو "لا إله غيرك": ما نصّه: قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: "ولا حول، ولا قوة إلا باللَّه" انتهى.

قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: هذا موصول بالإسناد الأول، ووَهِمَ من زعم أنه معلّق، وقد بيّن ذلك الحميديّ في "مسنده" عن سفيان، قال: "حدثنا سليمان الأحول خال ابن أبي نَجِيح، سمعت طاوسًا"، فذكر الحديث، وقال في آخره: قال سفيان: وزاد عبد الكريم: "ولا حول، ولا قوّة إلا بك". ولم يقلها سليمان. وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" من طريق إسماعيل القاضي، عن علي بن عبد اللَّه بن المدينيّ، شيخ البخاري فيه، فقال في آخره: قال سفيان: وكنت إذا قلت لعبد الكريم: آخر حديث سليمان "ولا إله غيرك" قال: "ولا حول، ولا قوّة إلا باللَّه"، قال سفيان. وليس هو في حديث سليمان انتهى.

ومقتضى ذلك أن عبد الكريم لم يذكر إسناده في هذه الزيادة، لكنه على الاحتمال، ولا يلزم من عدم سماع سفيان لها من سليمان أن لا يكون سليمان حدّث بها، وقد وَهِمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015