بشكرك فمن عنده؟ قال خالد بن جعفر الكلابي فقال أين أنت عنه بما أقول لك قال قل قال تقول له خالياً إن زياداً يقول إن قدرك فوق الغمام ووفاءك وفاء الكرام وقال الفراء تقول له خالياً إن زياداً يقول إن من قدرك نيل الدرك بك وزكاة الجاه رفد المستعين، وناحيتي من الشكر ما علمت وحاجتي ملاطة الأسباب حتى يحرك ذكراً يمكن بمثله الاستئذان وقال الفراء يجري ذكراً فلما صار خالد إلى بعض ما يبعث موارد الشراب نهض فاعترضه الحاجب فقال ليهنك أبا البسام حادث النعم قال خالد هنأك عيشك كل ما نحن فيه تجديد للتفضيل وإتمام للشرف وكل ذلك ببقاء الملك وحسن مواده فما ذاك فأخبره بما قال النابغة فقال آذنه بالطاعة وانتظار المراجعة وكان خالد رفيقاً يتأنى الأمور والأسباب لطفاً وحسن بصيرة في الارتياد فدخل متبسماً وهو يقول:
(ألا لمثلكَ أو مَن أنتَ سابقهُ ... سبقَ الجواد إذا استولىَ على الامَد)
ثم قال واللات والعزى لكأني أنظر إلى أملاك ذي رعين وذى فايش وقد مدت لهم قصبات المجد إلى معالي الأحساب ومناكب الأنساب في حلية أنت أبيت اللعن غرتها فجئت سابقاً متمهلاً وجاؤا لم يتم لهم سعي، وجاء زياد فقال النعمان والله لأنت في وصفك أبلغ احسانا من إحسان النابغة فينافي نظم قوافيه، فقال خالد أيها الملك واللات ما أبلغ فيك حسناً إلا غمره قدرك استحقاقاً للشرف الباهر ولو كان النابغة حاضراً لقال وقلنا، فقال النعمان النابغة يا غلام فخرج الحاجب فقال النابغة ما وراءك قال رفع الحجاب وأذن في السيادة والافضال فدخل فانتصب بين يدي النعمان وحياه بتحية ثم الملك ثم قال أيفاخرك أبيت اللعن ابن جفنة وأنت سائس العرب وغرة الحسب واللات لأمسك أبهى من يومه ولقذالك.