إن عاب رونق ألفاظي ذوو إحَنٍ ... ففي السماءِ بدور طالما نُبحت
دع الليالي إني قد غفرت لها ... بالأفضل الملك ما كانت قد اجترحت
جاءت به مغرب الأوصاف مشرقها ... مثال ما اقترح العليا وما اقترحت
ملك لهاهُ عن الآمال قد فصحت ... وراحتاه عن الأيام قد صفحت
له خطىً جازت العليا وما فخرت ... وأنمل كفت الدنيا وما بجحت
تندي حياءً غداةَ الجود طلعته ... كأنما منعت كفاه ما منحت
كانت بنو الدهر غضبى مع زمانهمُ ... لكن على يده الفيّاضة اصطلحت
كم منطق فصَّحته بالثناءِ وكم ... نحوٍ من الجود في أهل الرجاءِ نحت
كم نعمة سبحت عن بيت سؤدده ... في الخافقين وكم من مدحة سرحت
لا عيبَ في مجده العالي سوى أذُنٍ ... في الجود لا تسمع العذَّال إن نصحت
أما الرعايا فقد ردَّت بدولته ... لها وجوه الأماني بعد ما جمحت
كل البيوت من الأموال باسمة ... إلا بيوتاً من الأموال قد كلحت
بين الصوارم والأقلام فكرته ... إن دبرت أفلحت أو صاولت فلحت
سجية في بني أيوب قد نفرت ... وبين آل تقيّ الدين قد رجحت
يمدُّ زنداً إلى العلياءِ واريةً ... أنوارها وهي ما عيبت وما قدحت
إذا أطال كريم وعده اختصرت ... وإن طوى قلب باغ غلها شرحت
يا ابن الملوك جلت أنوار غرتهم ... غياهب الإفك عن طرق الهدى ومحت
لو لم يكن لك حق الملك من قدم ... لكن حقك بالنفس التي طمحت
لو خط بعض اسمك العالي على علم ... وقابلته حصون الأرض لافتتحت
أنت الذي قدمت أمداحه فكري ... فخراً على فكرٍ من بعد قد مدحت
أنت الذي فسَّحت نعماء والده ... حالي وفكرتيَ الغماء فانفسحت
وأودعتنَى جدوى كفه منناً ... كأنها بعدُ من جفنيّ قد رشحت
كم مدحة لي من آثار أنعمه ... سيّارة لنجوم الليل قد فضحت
بطالع السعد لا جدْيٌ ولا حملٌ ... جازت مدى الشهب والغفران ما انتطحت
لله درك من ملك له شرف ... ثنى قرائحنا عنه وإن كدَحت
دامت لملكك أوقات الحبور إذا ... تقلدت من حُلى إقبالها اتشحت