حرف الحاء المهملة

وقال يمدح الملك الأفضل

البسيط

لتهن عين إلى مرآك قد طمحتْ ... ومهجةٌ فيك بالأشجان قد صلحت

يا من إذا باعت الأبصار أسودها ... بحبةٍ فوق خديهِ فقد ربحت

لا أشتكِي فيكَ أشجاني وإن مكثت ... ولا أكفكف أجفانِي وإن نزحت

أنا الذي كرمت أنفاس صبوته ... وكلَّما مسَّ ناراً ندّها نفحت

يزيدني العذل تبريحاً ألذّ به ... فليت عذَّال حبِّي فيكَ ما برحت

ويعجبُ الدمعُ حين حينَ يجرحها ... وما العدَالة إلا حيثما جرحت

ما أدمعي في هواك السمح باخلة ... وكيف وهي التي بالعينِ قد سمحت

سقياً لأوقاتك اللآتي إذا ذكرت ... حلتْ على أنَّها بالحسنِ قد ملحت

حيث الصبا بشذَا الأزهار نافحة ... في فحمة الليل والأقداح قد قدحت

وللقيان بوُرقِ الطير مشتبهٌ ... هذي وتلكَ على العيدانِ قد صدحت

والزهر كالضيف أمسى وهو مبتسم ... على زِقاقٍ من الصهباءِ قد ذُبحت

والرَّاح في يدِ ساقيها مشعشعة ... كأنَّ وجنة ساقِيها بها نضحت

ساقٍ إذا اغْتبقت ندمان قهوتهِ ... أضاء مبسمه الصبحيّ فاصطبحت

لدن المعاطف يمناه ومقلته ... تسقيكَ إن حملت راحاً وإن لمحت

ذو ناظرٍ بالحيا والسحر مكتحل ... فالموت إن غضت الأجفان أو فتحت

كم قابلته لكي تحكيه نرجسة ... فصح أن عيون النرجس انفتحت

إذا اعتبرت معاني من كلفت به ... عجبت من حسن ما دقت وما وضحت

تلك التي خلَّفت عيناي غارقة ... ترعى نجوم الليالي كلما سبحت

آهاً لذكرِ ليالٍ ما فطنت لها ... حتَّى أناخَ عليها الدهر فانتزحت

كم يقصد الدهر إغضابِي بقادحةٍ ... في الحال لكنَّها في الصبرِ ما قدحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015